Translate

الثلاثاء، 19 مارس 2013

إعْتِذَار... قـَـبْل فــِرَار.. كلمات الاديبة عبير عواد



إعْتِذَار... قـَـبْل فــِرَار..
كلمات الاديبة عبير عواد
مصر

ما بين ضمير المتكلم والمخاطب.. وضمائر الغياب وكاف الخطاب
..... كـَانَ القــَرَار
أعتذر (لك) يا من كنت لي ذات يوم حبيب!!
يامن عرفت معه طعم الحياة.. ثم عانيت بوجوده سكرات موت بلا ألم !!
فلقد مات بداخلي إحساسي بالألم!!
مرارًا تساءلت كيف تقطعت بنا السبل؟؟
كيف تحول الحب إلى كائن ميت حي!!
حتى حياته رسم ملامحها ظلٌ باهت لموت مفاجئ على غفلة قادم!!
لا يعطي فرصة ولا يمنح خيار!!
كيف افتقد الحب ذاته بيننا؟؟ وكيف أصبح وجوده كالعدم؟؟؟
وكيف ضاعت مني نفسي و(أنا) بغمرة حبي (لك) أحيا حياة ليست حياة!!
وكأنني لم أكن (أنا) تلك التي أحببتها (أنت)!!
كيف جعلني حبك صورة باهتة!! بقايا إنسان
كيف ذويت بداخلي الحياة.. انطفئت شعلتها وتبقى رماد..
حتى رماد بقاياي التي أثخنتها الجراح... لا يتبعثر ولا يطير؟؟ لا تذروه الرياح!!
يرفض الحراك يرقد رقود الموتى بلا موات!!
يا ويلي!! في لحظة أتاني النور!!
تحركت الأرض من تحتي بزلزال!! بغليان بركان يثور!!
علمت لما أكون (معك) لست (أنا)!!
علمت كيف تنكمش روحي بداخلي وتبقى في كمون!!
علمت لما أفتقد روح الحياة في كل ما تكون ولما تصبح الأفعال مجرد تحركات بلا حراك!!
(معك) لا أشعر إلا الافتقاد!!أفتقد عاطفة الإحساس بالحياة.. أفتقد الشغف للاستمرار!!
والأكثر إيلامًا أنني أفتقد أن أكون ... (أنا)!!
تموت كلماتي وأنا معك!! تروغ مني الأفكار في بئر عميق بلا قرار!!
تتدثر روحي برداء الإنكار.. فأواصل إنكار ذاتي من أجلك بلا اختيار
وأمارس الموات بكل اقتدار..
وبلحظة يتغير الحال.. (أنت) و (أنا) وسط الجموع (معهم)
أبتعد عن فلكك الذي جذبتني مداراته ليل نهار
أتنفس الحياة.. أرى النور وأبتعد عن  ظلام!!
أقترن بعناق أبدي مع الكون.. تنكسر حدة انفرادي بك ومعك
بامتزاج مع أهل الأرض من البشر!!
ها أنت ذا وها أنا.. ولكن!! مع هؤلاء وهؤلاء!!!
يعاودني الحنين ويتملكني الشغف.. أعود لأعلن عن وجودي بالحباة
أقر أني كيان منفصل.. وأعتذر قبل الفرار فلقد أوشكت نهايتنا معًا
أعتذر لأنني مارست الانفراد طويلا والانعزال معك.. عشت في بئر كهفك المظلم
واكتفيت بشعاع نور بين حين وحين!! ارتضيتك لنفسي وجودًا فمنحتني العدم
أعتذر فالمسألة ليست (أنت) و لا كونك (أنت) قدر ما هي ما أكونه (أنا)
أعتذر لأنني اختزلت المفردات بكلمة (أنا) ولم أكن يومًا للأنانية بصاحبً أو قرين!!
لكنني في فورة اكتشافي الحياة.. أدركت أنني لأكون لك (أنت) كما تريد
يجب أن أبقى (أنا) وبقائي مرتبط بـ (هم)!!
لقد عشنا معا حكايتنا خطأ وقمنا بارتكاب ذنب لا يغتفر..
نسيت أنت أن الحياة ليست فقط (أنا) و (أنت )!! وكأننا بانفصالنا عن الكون نصنع أسطورة
واعتقدت أنني إذا انفردت بالحياة مع (أنت) سأهب لنا كونًا غير موجود ولا يعرفه سوانا
لكنني أدركت أنه لكي يكون هناك أنا وأنت.. عليَّ البقاء ما بين حين وآخر
بعالم هؤلاء وهؤلاء الذين عنهم أُبْعدت  و عُزِلت..
بوجودهم يصبح لحياتي معك قيمة و يصبح لحياتي هدف!!وأعود لأمارس الحياة بشغف
ولأن نرجسيتك ترفض الاقتران والتمازج والامتزاج.. لأنك لا ترى ولا تسمع ولا تعرف سواك!!
عذرا.. أتى الآن أوان الانسحاب.. وعليَّ أن أرحل بهدوء وصمت
علّي أن أهرب بعد أن أعلنوا يومًا أن وجودي انتهى بالموت!!
و الأمر لم يعدو عن كونه مجرد موات.. بلا موت
لذا أعتذر إعْتِذَار... قـَـبْل فــِرَار..
ما بين ضمير المتكلم والمخاطب.. وضمائر الغياب وكاف الخطاب
..... كـَانَ القــَرَار






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق