Translate

السبت، 2 مارس 2013

أنا لا أحُبُّكَ بقلم / الاديبة سحر موسى


أنا لا أحُبُّكَ

بقلم / الاديبة سحر موسى 


أنا لا أحُبُّكَ...
ربما أحبُّ عينيكَ البنيتين التائهتين عني دوماً الغارقتين في الأفكار..أحبُّ تعليقاتكَ اللاذعة و سخريتكَ من تعاسةِ واقعنا و عبثية الأمور حولنا، و لؤمكَ حينَ تحدثني عن أشياءَ أعرفها عني و تعرفُ أني أعرفها و نتظاهر كلانا بجهلي لها!، أحبُّ إرتباكي و فقداني للمنطق في حضوركَ حيث يختفي أي منطقٍ إلا منطقكَ وحدكَ، و أحبُّ عدمَ ردِّكَ على رسائلي أبداً كما أحبُّ أنني أعلمُ مدى إنتظار هاتفكَ المحمولِ لوصولِ رسالةٍ مني، أحبُّ حينَ تجلسُ أمامي مدعياً أنكَ غيرَ منتبهاً لفرط الأنوثةِ الحاضرة معكَ في اللقاء و أحبُّ كونكَ عندَ يـأسي منكَ تقرر أن تغازلني!

أحبُّ حين يهزمكَ الحبُّ تماماً ليصبح صوتُكَ شجيّاَ دافئاً كأنينِ غناء إن أخبرتني كم تشتاقني و تحبني!

و أحبُّ أيضاً قتلكَ المتعسف للمواعيدِ التي نضربها حتى أصبحتُ أعتقدُ أنني سوفَ ألقاكَ فقط خارج الأزمنةِ و الأمكنة كلها!، كما أحببتُ سَيْري وحيدةً في ذلكَ الشارعِ الوحيد بعدَ أن تخلفتْ عن لقائي دون تقديم إعتذار بسيط،و أحببتُ يومها هاتفكَ الذي لم يكن يجيب!، وأحببت كرهي لكَ لحظتها و كرهي لشعورٍ لدي بأنكَ لن تأتي أبداً، و بعد ذلكَ حجتكَ التي صدقتها رغماً عني، ثم أحببت حينَ ألتقينا بعدها في موعدٍ جديد!

أحبُّ نرجسةً نَسِيْتَ أن تحضرها فظلت نضرةً في داخلي و نسِيَّتْ هي بدورها أن تذبل!، نرجسةٌ لم تقدمها في ذلكَ الموعد الذي أرهقتُ نفسي في إنتظاره لتأتيه أنتَ مستعجلاً لأن أمراً كانَ ينتظرك و لم تعلم بأنه ما انتظركَ بقدرِ إنتظاري!، أحبُّ فنجانَ القهوةِ الذي لم أنهيه يومها و بقيَّ هنالكَ نصف ممتلئاً بالقهوةِ كما كنتُ أنا نصفَ فارغةً منها و نصفُ عطشةً كما كانَ حالي معكَ دوماً!

حتى أني أصبحتُ مؤخراً أحبُّ حبَّك للحسناواتِ و كيفَ يمتعكَ وصفهنَّ و الحديثُ عنهنَّ و تمييزهنَّ عن بعضهنَّ و حيلتكَ الواسعة معهنَّ و أحبُّ غيرتي التي تأبى الإفصاحَ عن نفسها بدافعِ الكبرياء إن حدثتني عنهنَّ.

أحبُّ أنكَ كشفتَ لي عن أشياءٍ كثيرة، أشياءٍ جميلة أصبحتُ أعرفها عن نفسي، أشياءً أسقطها حبُّكَ عليَّ و أشياءً أيقظها في داخلي كما أحبُّ جداً محاولاتكَ إسقاطَ الحبِّ عني بعدَ أن أسقطته فيَّ حتى كدت أن تقنعني بأنني..لا أحبُّكَ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق