Translate

الجمعة، 8 مارس 2013

أيها المسافر كلمات // الاديبة أسماء مثلا


أيها المسافر
كلمات // الاديبة أسماء مثلا
المغرب 

يا الذي تاريخه نقش في جرار الريح 

على الكرسي المقابل للبحر 

هناك دائما فنجان قهوة في انتظارك 

وومضة تختزل حكاية النوارس و الرحيل ...

بالأمس كنت أسير على طريق رملي 

مرصع باللازورد 

أتذكر أني نزعت حمرة الشمس 

و ردائي المنسوج من أعشاب 

البحر على التلة المقابلة لمقهى 

العوامة بـ (مولاي بوزرقطون)

و استسلمت لجاذبية السقوط 

في تيه عينيك ...

أيها المسافر في الريح 

مند ألبست حيرتي القرار 

تحترق النغمة في أوتارها 

تثقل خلجاتي بالشجن

أحمل بين يدي مدنا راجفة 

تبحث في ضياعك عن وطن 

أمشي في الشوارع بلا هدف 

أسبر غوار المجاز 

كأني أرض تخاف المطر

وأهمس في السر:

"
لا هوية للغيم ولا وطن"

و أنت وحدك

تجدف في ذاكرتي

ككوكبٍ مارق

لو أني أوقفت عقارب الساعة

عند الثالثة 

بتوقيت خريفك

قبل أن يغمى على الليل 

و يسكب سواده في محبرتي 

أكتب و أكتب دون توقف 

كمريض بالسعال 

لا يكف عن رشق الجدران 

بما يخنق أنفاسه

أفكر:ماذا سيحصل لو أني توقفت عن الكتابة؟

هل سيتوقف الزمن؟

هل ستتوقف الحياة؟

و أضحك و أنا أمرغ حواسي في ذاكرة عطرك

و أصابعي تلهث خلف طيفك فوق الالة الكاتبة 

إلى أين أمشي و الطريق على طوله مليء 

بالمطبات 

بين الصحو و الهذيان 

أرشق بوابة المقهى 

بنظراتي 

تشدني رائحة التبغ 

للمكان... 

من ذلك الباب دخلنا 

و خرجت كدالية 

تلتف حول ذراعك 

الآن و قد مرت فصول 

و نضجت ثمار 

أقف على حافة الحكاية 

في انتظار موسم القطاف

و ذلك السؤال القديم 

مع أسراب الحمام يغرد

بعد أن مل السكوت

حتى النهر أعلن عصيانه

و الغيم تغيرت ألوانه

شيء ما في تكوين الأرض تغير

حين أحببتك..

أخبرني إذن:

ما سر الشيء في نظرتك الذي يجعلني أتكلم 

رغم أن الصباح فاقد لنكهته كفنجان قهوتي تماما 

قرب الطاولة أجلس 

لا فرحة ولا حزن

كأني أنا 

كأني انت 

كأني لا شيء 

كأني البحر في بعثرته 

سمعت عبر أثير الفنجان 

أن السماء ترتب مواعيدها

مع المطر 

و أن الورد من خجله تورد و احمر

تسائلني نورسة:

لماذا تجلسين بحضن النجوم كل مساء؟

أقول :

لأزرع 

في السماء...

حديقة
أسماء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق