Translate

الاثنين، 11 مارس 2013

اعتزال قلم كلمات الاديبة //عبير عواد

اعتزال قلم

كلمات الاديبة //عبير عواد 

مصر 





·         إمْرَأة تـَرْفــُضُ بــَوْحً الْكــًـلِمَــاتِ..
إمْرَأة تـَتـَــمَرَّدْ و.. كـَــــاتِبـَــة تُعْلــِن الاعْــتـِزال...
إسقاطات على عالم تكميم الأفواه
تعودنا أن يعتزل الرياضيون والفنانون أو السياسيون!!
عالم الشهرة والأضواء.. أن يبتعدوا عن كل شيء ويبحثون عن حياة هادئة بلا صخب أو ضجيج
فهل يستطيع الكاتب أن يعتزل الكتابة,, هل يستطيع التوقف عن الاندهاش والملاحظة والانفعال
عن إبداء الرأي ومناقشة الآخر وتحليل المواقف.. أو طرح الأفكار ونشر المبادئ والقيم
هل يستطيع التخلي عن دوره في ممارسة الحياة!!
هل يستطيع أن يتعاطى النسيان.. ليتغاضى عن الألم.. ويبتعد عن كل ما هو مرير!!
هل شعر أحد منكم بهذا الإحساس لحظة!!
هل اندفعت هذه اللحظة بسرعة البرق أصابته في الصميم وجعلته يقرر الانزواء وكفى!!
أم هل تتابعت الأحداث السلبية في الظهور واحدة تلو الأخرى ألقت بظلالها الرمادية على أفكاره
وعلى حياته تحكمت في انفعالاته وفي ردود أفعاله فقرر الابتعاد في لحظة خاطفة أتت بعد طول تفكير.
سوف أعتزل!! لن أكتب ليقرأ الناس, لن أكتب ما يريد الناس أن يجدوه في كلماتي وبين سطوري
سوف أترك الحياة التي أمارس طقوسها اليومية بكل الاعتياد والتعود ..
سوف أكتفي من شجونها وآلامها وأفراحها وأكتفي بالحياة داخلي أبحث عن ذاتي
أتحاور معها أجالسها وأحكي وأستمع لها ,,,, وكفى
سأتناسى وجود البشر ووجود الشجر والطير والحيوان..
لن أرى في البحر زرقته أو في السماء صفاء لونها
لن أرى في الشمس التماع أشعتها أو في القمر ظلال نوره الممتدة على وجه الأرض..
لن أمد يدي لأمسح دمعة طفل حزين, ولن أشارك صديق أفراح وأتراح.. ولن أبتسم في وجه ألقاه
لن أنفعل لحدث جلل أصاب الحياة بسهم من سهام الأسى,,
فما قيمة الانفعال إذا كان رد الفعل مقنن ومرسوم بقيود؟؟؟
سأترك قلمي ليجف , وأوراقي تصفر ويصيبها الذبول حتى تتحلل وتهترئ بفعل الزمن
أما أفكاري فلسوف أتوقف عن إمدادها بالحياة..
سأقطع عنها شرايين عقلي التي تغذيها وترويها لتثمر وتتفرع كالأشجار..
أو أعلن موتها إكلينيكيًا وأفصل عنها أجهزة الإنعاش
لن أستمع للضحكات او لأنات الدموع.. لن يدركني الحنين ولا الأنين.
لن أرى الألوان.. ولا الأبيض ولا حتى الأسود
سأسكن منطقة الظلال الرمادية, حيث كل شيء شائه المعالم ضبابي الملامح بلا تفاصيل
لن أمارس التفكير فهو جنون,, ولن أعترض فهذا إثم!!
سأعتزل الأصدقاء والأعداء على حد سواء.. أعلن أنني على الحياد
لا أناقش.. لا أستمع.. لا أحكي.. لا أرى.. لا أسمع... لا أتكلم
أمارس حكمة القرود في عالم البشر..
سأغلق قلبي فلا يحركه الشجن.. وأغلق عيناي فلا تعرف الدموع
وأصم أذناي فلا تستمع إلا للصمت المكتوم!!
أما عقلي ذلك الكائن الذي يواصل إرسال اشارات والتعليمات
أعلنت تمردي عليه..حددت إقامته داخل منطقة توافه الأشياء
سأمنعه من إتيان الفعل الوحيد الذي يواصل ممارسته بلا كلل
سأختزل ذاكرته, وأمحو كل أفكاره, أجعله يتوقف عن إدراك الأشياء
أو أصيبه بتجمد يشل قدرته على التفكير..و!!
كم أنا واهمة,, هل أستطيع؟؟
خدعتني نفسي فتصورت أنني سابتعد.. خدعتني فكرة مجنونة
من عقل يمارس الحياة في كل لحظة, عقل يرفض الانصياع للقيود
عقل يتمرد حتى على نفسه.. عقل واعٍ لنعمة التفكير
عقل يدرك أن الفكرة وحي, وأن الوحي عطية ربانية لن تسكتها قوانين البشر
ولن تقيدها شرورهم وأحقادهم ورغبتهم الكامنة بنفوسهم للاستعلاء على نواميس الكون
ممارسة التفكير ميزة إنسانية , اختص الله سبحانه بها البشر
نخطئ في حق أنفسنا عندما نحاول التوقف عن التفكير..
نخطئ في حق من حولنا حينما نكبت أفكارنا بداخلنا.. ونكف عن طرحها
وفي عالم تكميم الأفواه... في عالم المحظورات,,,
وتحت ظل ضغوط الأفكار الجاهزة للطرح تحت قيود المنح والمنع..
بعضهم يمنح ليسوق أفكاره... وما هي إلا هوى متبع
والبعض الآخر يمنع مجرد ارتكاب الفكرة لأنها إثم ومعصية
لو كان فعل التفكير فعلا فاضحَا من وجهة نظرهم
سأواصل ارتكابه لأنه فعل مشروع من الخالق سبحانه (أفلا يتفكرون )
و لو كانت ممارسة الكتابة إثم أو خطيئة..
سأواصل ارتكابها حتى أفنى أو تفنى أبجديات اللغة من دوني..
على الهامش
تمتلك الأنثى عقل وقلب.. يرتبطا برباط مقدس إلى الأبد
عندما تحاول أن تغلب أحدهما على الآخر
فهي تتمرد على طبيعة نشأتها, وذاتها التي فطرت عليها
ليس هذا في صالحها ولا صالح من حولها
عليها أن تمنعهما من الصراع ,,
لأنهما نصفان لكيان واحد... اسمه " هي " ووصفه " أنثى "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق