Translate

الجمعة، 1 مارس 2013

امي. والزيارة. وانديرا غاندي بقلم علي العقابي / العراق



امي. والزيارة. وانديرا غاندي
بقلم علي العقابي
العراق 

الهنود والافغان والباكستنيون يتوافدون لزيارة العتبات المقدسه، في كربلاء والنجف على مدار العام ومنذ زمن بعيد، وهم يرتدون ملابسهم الوطنية المميزة ومنهم من يضع النقطة الحمراء على الجبين.
يتصلون مع بقية اجناس الارض، ومنهم العراقيون بحكم موقع العتبات المقدسه. كانت 
امي دائمة الزيارة، تقيم علاقات سريعة، في مكان سكنها المؤجر الذي غالبا ما يكون غرفة تستضيف الزوار في احد البيوت او فندقا عاما، و احيانا خان اعد للسكن و قد ترافقها امراة هندية او باكستانية او بنغالية، الله اعلم 
اهدتها( شيشة ريحة- من عطور الهند) المميزة كعربون صداقة، اكراما لها لما 
توزعه من فاكهة وحلويات وبعض الكيك والكعك وما تستطيع اعداده من طعام ثوابا لوجه الله ولزيادة حصة الثواب في اداء الزيارة.
وعند التوديع تعانق امي رفيقتها، فقد حانت لحظة الرحيل شاكرة لها حسن الرفقة والضيافة.

دارت الايام، وصعق العالم باغتيال امراة الهند "انديرا غاندى" على يد احد 
حراسها. وتمت مراسيم تشيعها وحرقها كما العادات الهندوسية والسيخية وقذف ما تبقى من رماد جسدها في احد انهر الهند الشهيرة- السند او غيره، فبكت امي 
بحرارة وحرقة، وهى تنعى بصوت حزين يكسر القلب، كانت تجيد النعي بجدارة 
كبيرة ككل نساء الجنوب لفقدان صديقتها انديرا كما تعتقد هي ومصرة على ذلك. 
ولا يمكن اقناعها بغيره، مرددة:
خاله تعلموني بصويحبتى
هي بلحمها وشحمها

كان يوما موغلا بالحزن والاسى والاهات والشهقات، واخذت امي تصلي، وتدعوالله ان يغفر ذنوبها، ويزيد في ميزان حسناتها.

ذبحت دجاجتين لوجه الله مهداة الى روح رفيقتها في الزيارة وجمعتنا، وطلبت من 
الجميع قراءة سورة الفاتحة المباركة على روحها، واستمر الحال و هي تقيم 
سفرة طعام كل ليلة جمعة، ونحن نبتهج فان الطعام في هذه الليلة مميز جدا 
ومنوع جدا، انها ليلة ابنة غاندى المعتاده يرافقه اشعال الشموع حتى الصباح، ونحن نتهامس ونضحك، وهى تغضب وتلزم من يضحك ان يعيد قراءة سورة الفاتحة 
مرة اخرى لكل ابتسامة او ايماءة........ واستمرت كثيرا على ذلك.

هل مازال من يحب الناس ويذكرهم لمجرد رفقة عدة ايام في زيارة كربلاء ويحتفل بيوم موتهم كما فعلت امي؟؟؟
رحم الله امي وزمانها زمن التعايش والانسانية والسلام والمحبة بين كل الناس بغض النظر عن الدين والعرق والطائفة واللون_ 
علي كاظم خليفة العقابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق