Translate

الأحد، 3 مايو 2015

الخيال والاحلام والمجتمع الشرقي بقلم الكاتبة ريم شطيح




الخيال والاحلام والمجتمع الشرقي
بقلم الكاتبة ريم شطيح
سوريا

بعض الخيال جميل بل ومطلوب وإذا ما ضاق المكان والزمان علينا فالخيال يُصبح مكاناً آمناً لأحلامنا ورغباتنا الكثيرة إذا ما استطعنا لتحقيقها سبيلاً.
أتفهّم هذا وهو طبيعي لكل إنسان، والإنسان الذي يَفرغ من الحلم والخيال تموتُ روحه من الداخل تدريجياً. 
لكن أن يعيش الإنسان معظم رغباته وأحلامه وتصوّراته في الخيال؛ فهنا الوضع يستدعي انتباهاً وتيقُّظاً وخاصةً إذا ما كان الشخص قادراً على تحقيق ولو أجزاء من أحلامه لكنه يتقاعس عن هذا! 
لا أعرف ماذا نُسمّي هذه الحالة إلاّ أنْ تكونَ حالة فصام تعيشها الكثير من شعوبنا خوفاً من أي عمل مُتمرِّد قد يُثير من حوله محيطه الإجتماعي ضده. هذه الإزدواجية التي يعيشها الإنسان في الشرق و في المجتمعات المقموعة تُنهِكه أولاً ومَن يشاركه حياته معه، ويصبح الإنسان مُنفصلاً عن الواقع ويعيش معظم مشاعره وأفكاره في عالمه الخاص الضيّق في الحقيقة والواسع في الخيال. 
أرى في هذا مشكلة كبيرة إذا لم ينتقل الحالِم لمرحلة العمل على تحقيق ولو بعض من هذه الأحلام والخيالات بالحقيقة، حيث قد تتحوّل هذه لحالة عامة يرفض فيها المجتمع التغيير ويبقى مُنغمِساً بالخيال في حالة نِفاق عام يسود المجتمع، وهذا ما حَلَّ بمجتمعنا وشعوبنا.
ريم شطيح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق