Translate

السبت، 27 ديسمبر 2014

هل تسكت مغتصبة بقلم سيدة بن علي

مقالي في هذا الاسبوع بحريدة بانوراما _سيدناي _
هل تسكت مغتصبة ...?
22  ديسمبر 2014
سيدة بن علي
تونس



الاغتصاب ?مصطلح يحدث لدى سماعه في مجتمعاتنا رجفة وفضولا ربّما هي رجفة الاستنكار والرّفض والصّدمة وربّما هي رجفة الاثارة لرغبات دفينة في كثير من النفوس التي الجمتها الثقافة والقوانين والأعراف 
جاء في لسان العرب جول معنى غصب الآتي :الغَصْبُ أَخْذُ الشيءِ ظُلْماً غَصَبَ الشيءَ يَغْصِبُه غَصْباً واغْتَصَبَه فهو غاصِبٌ وغَصَبه على الشيءِ قَهَره وغَصَبَه منه والاغْتِصَابُ مِثْلُه والشَّيْءُ غَصْبٌ ومَغْصُوب الأَزهري سمعت العرب تقول غَصَبْتُ الجِلْدَ غَصْباً إِذا كَدَدْتَ عنه شَعَرَه أَو وَبَره قَسْراً بِلا عَطْن في الدِّباغِ ولا إِعْمالٍ في نَدًى والاغتصاب بمعناه المتداول هو اخذ الشّيء دون موافقة صاحبه أو دون موجب حق ودون احترام من القائم بالفعل لحقوق الضّحية وحرّيته أمّا الاستعمال الطاغي لكلمة اغتصاب فيشير الى الاعتداء الجنسي اي ممارسة الجنس مع شخص دون رضاه باستعمال العنف أو التّرهيب
تداولت مواقع التّواصل الاجتماعي فيديو لجريذ توجه بخطاب نحو اأنثى تونس خاصة قال فيه اامّا أن تتحجّبي وتستري نفسك والا فلا جناح علي ان تمكّنت منك وقمت باغتصابك جريذ كان صوته يكابد من أجل طمس معالم الطفولة فيه وعيناه تشيان بخوف ورعب لا من القانون وما يمكن ان يسلط عليه من عقاب بل من كائن الأنثى الّذي اقضّ مضجعه مثله مثل الاغلبيّة من الذّكور في مجتمعاتنا خطاب هذا الشّاب هو في الحقيقة تعبير عمّا يحيش في صدور الأغلبية من ابناء جنسه بل ان خطابه هذا كاد أن يصبح مشروعا في ظل حكومة النّهضة المقدّسة فقد أطلّ علينا ذات ليلة مسؤول بوجهه السّمح ليبرّر فعل اغتصاب جماعي قام به ثلاثة من الزّبانية في حقّ فتاة هي عاهرة حسب قوله لانهم ضبطوها في خلوة بسيارتها الخاصة مع صديقها او خطيبها ....نعم بكلّ صفاقة ووقاحة تقيّأ هذا المسؤول تصريحاته في وجوهنا متجاهلا أن االقانون الدولي يعتبر الاغتصاب جريمة من جرائم الحرب وجريمة ضد الإنسانية ولو كنا في دولة القانون والمؤسسات بحق لكان من الواجب القاء القبض على هذا المسؤول مباشرة بعد تصريحه ومحاكمته لكن اين نحن من دولة القانون والمؤسّسات ?
رغم وقاحة مثل هذه التصريحات القائلة بأن المرأة هي المسؤولة عن اغتصابها لعدم استتارها كما قال الجريذ او لعهرها كما قال الجرذ الاكبر اي المسؤول صاحب التّصريح الا أنّي ساعمل بالمثل تبع الكاذب لحد باب الدار وتعالوا نبحث لنعرف ان كانت المرأة هي المسؤولة عن فعل اغتصابها وعن الانحدار الاخلاقي في مجتمعاتنا ?
مازالت صورتها ماثلة امامي عجوز حدباء قصيرة القامة ونحيفة كل ما فيها كان يوحي بالجوع والجفاف دخلت بيتنا المشرعة أبوابه في الايام الثلاثة الاولى من موت اخي ومراسم العزاء قائمة بعد جلست بين يدي أمي المنهارة لفقدان فلذة كبدها الذكر الوحيد الذي انجبته بعد انتظار اعوام طويلة ...لوعة امي لم يستطع احد من الحاضرين التخفيف منها الى ان دخلت تلك العجوز المتشحة بلباس تقليدي رث ...صوتها وكلماتها الوقورة رغم بساطتها جعلت جميع الحضور ينتبهون لها وينصتون اليها باهتمام شديد ..تحدثت عن الموت والصبر واليوم الاخر باسلوب اقسم ان افصح المتكلمين والشعراء والفقهاء يعجزون عنه رغم ان كلماتها كانت بسيطة حتى ان السكينة حلت على الجميع وهم يستمعون لها وكذلك انا وامي التي نزلت على قلبها كلمات تلك البائسة كتعويذات ربانية ...رحلت العجوز بعد ذلك دون ان تطلب شيئا بل انها رفضت ان تأخذ شيئا ونسينا امرها في خضم الاحداث اليومية ....هزنا جميعا ما سمعناه بعد اشهر بخصوص تلك المرأة العجوز... لقد ماتت المسكينة بعد تعرضها الى الاغتصاب والمفاحشة من طرف اربعة او خمسة حيوانات بشرية فهل يا ترى اغرتهم هذه البائسة وكشفت لهم عن مفاتن جسدها الذي تشقق جلده وانكمش او ربما هي الحدبة التي على ظهرها أثارت مغتصبيها وكان عليها ان تجتهد في اخفاءها كي تأمن شرّ المجرمين الم ماذا عن اغتصاب تلك الرضيعة التي لم يتجاوز عمرها العامين أزهقت روحها البريئة بعد اغتصاب وحش بشري لها فماتت المسكينة ووضعية شكل يدها الصّغيرة كأنّها تسأل لماذا ماذا عنالطفل الذكر الذي يقع اغتصابه بعد مخاتلته واغراءه بقطعة حلوى ثم غدره وومفاحشته وفي كثير من الأحيان قتله كي لا يخبر عن اسم مغتصبه 
كلّ هذا يبين ويثبت ان اسباب الاغتصاب ليس سفةر المرأة وتبرجها كما يقولون ويبرّرون في محاولة لايجاد ذرائع يستطيعون من خلالها قمع المراة وقهرها فتعالوا نبحث في الاسباب الحقيقية للاغتصاب حسب المختصّين
دوافع الاغتصاب يقسمها المختصّون والباحثون الى أنواع أربعة, وهي الآتي
1 ـ الاغتصاب أرضاء للنزوة الجنسية الجامحة, وهذا هو النوع الغالب من الاغتصاب ويقوم به عادة أولئك الذين يملكون دافعا جنسيا قويا لا يطاوع التأجيل فهل المرأة هي المسؤولة عما يعانيه هؤلاء الذين لن يتركو عجوزا او طفلا ذكرا كان او انثى ولا جتى بهيمة لاشباع رغباتهم المرضية
2 ـ هو اغتصاب أصحاب الشخصية العنيفة والشرسة والذين يقومون بالاغتصاب كتعبير عن دافع التعدي والإيذاء في نفوسهم, ويجدون فيه ما يعزز سطوتهم وتسلطهم
3 ـ اغتصاب السادي والذي لا يحقق الرضى الجنسي إلا عن طريق ممارسة التعدي والعنف والإيذاء للشريك الجنسي وهذان النوعان يعني رقم اثنين وثلاثة يمكن للواحد منهم ان يقوم حتى باغتصاب زوجته حلالو بلالو رغم انها متاحة له شرعا وقانونا
4 ـ الاغتصاب الذي يقوم به بعض أصحاب الشخصية السايكوباثية ممن يقومون بأعمال اندفاعية مضادة للمجتمع ويمارسون الاغتصاب أما كمظهر من مظاهر هذا السلوك أو كجزء من عملية إجرامية أوسع فهل الحل بالنسبة لهؤلاء يكمن في حجب المرأة وعزلها عن المجتمع والحياة ....سوف يغتصبك انت ان ظفر بك يا من تشرّع له
نفهم من خلال ما ورد أنّ الاغتصاب ليس جريمة جنسية بل هو جريمة عنف والهدف منها ليس التنفيس الجنسي كما يريد البعض ان يروج بل ان الاذلال والاهانة وكسر الروح المعنوية للضحية هو المغزى من وراء فعل الاغتصاب ...في دراسات قام بها باحثون مختصون في المعهد الوطني للامن والعدالة بالولايات المتحدة الامريكية على مجموعة من الاشخاص المدانين بفعل الاغتصاب بين فترتي الستينات والسبعينات وجدو ا ان اغلب عمليات الاغتصاب تحصل بشكل جماعي بحيث يخرج الشاب أو مجموعة من الشباب إلى الشارع بنية الاغتصاب والبحث عن ضحية ضعيفة وهم بذلك لا يهتمون بشكل المرأة أو عمرها فهي قد تكون كبيرة في السن أو قبيحة ولا يهمهم ان كانت لابسة مينيجيب او نقاب لكن المهم هو أن تكون ضعيفة بلا حماية ويمكن اختطافها واغتصابها لذلك فنيّة الجرم موجودة سلفا وليست المراة الضحية هي المسؤولة عن ايقاظها بل إن جمال المرأة من عدمه ليس عنصرا أساسيا في الجريمة والاغتصاب لا علاقة له بتوفّر الجنس من عدمه لدى الجاني والدليل ان من بين المتزوجين ايضا من يقدم على فعل الاغتصاب رغم وجود امراة على ذمته وتحت طلبه لكنه يلجأ الى الاغتصاب ليرضي طاقة العنف المخزنة في نفسيته وهو ما لا يستطيع عادة ممارسته مع زوجته من عنف واذلال
افبعد كل هذا تبرّرون لاغتصاب المراة سليلة ابليس في أذهانكم والمسؤولة الاولى عن كل ما يحل بالكون من خراب ودمار ...تغمّدي يا اختاه بالسواد من رأسك حتى اخمص قدميك وحذار ان يظهر كف يديك أو لمعة عين من عينيك أفلم يقل الشاعر قديما قل للمليحة في الخمار الاسود .ماذا فعلت بناسك متعبدقد كان شمر للصلاة ردائة ..حتى وقفت له بباب المسجد فسلبت منه دينه وبقينه وتركته فى حيره لا يهتدي.......
الحكاية ليست حكاية تبرج او عهر ...الحكاية حكاية مرض متوارث في المخ.. هذه نفوس استبد ت بها الامراض النفسية بسبب الكبت والقهر فباتت مسكونة بالهوس الجنسي و العدوانية فحتى البهيمة والمعزة والكلبة يشتهونها... والدجاجة الرومية ايضا ....تغمدي بحجابك واعزلي نفسك عن الحياة بالسواد من راسك حتى اخمص قدميك ومع ذلك سيتهمونك بالعهر ويحملونك مسؤولية الفساد على وجه الارض فحركات جسدك يا ابنة حواء ونفسك مثير لشهواتهم واذا وقع اغتصابك فيجب عليك ان تبحثي في نفسك وتتأملي وستعرفين ما قمت به من جرم سواء كان ابتسامة او حركة او نظرة واعلمي وحاذري ان تعترضي بل اصمتي شئت ام أبيت انت المسؤولة عما حصل لك والافضل يا اختاه ان تموتي كي تريحي وتستريحي ....!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق