Translate

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

الاعدام رميًا بالطلاق بقلم نجوى حسين عبدالعزيز



الاعدام رميًا بالطلاق
بقلم
نجوى حسين عبدالعزيز
عضو اتحاد كتاب مصر


رغم تفاهة القضية، وثبوت الردة،
 ونفاذ حكم الإعدام رميا بالطلاق..
هذه سطوري إليكِ يا من اختلستِ مني زوجي
في زحمة اهتمامي بمستقبل الأولاد،
 تسللتِ بنعومة الأفعى فأطبقتِ بسمِكِ عليه
فسقط صريعا ليس ضعفا مني اعترافي لكِ بعظم سطوتك عليه،
 ولا تقصيرا في الدفاع عن أمن أبنائي
ولا هو بالتفريط في حقي فيه،
بل هو غضبي،
نفوري منه،
 بعدما سقط في حبائلك أو نصب لك فخا،
 لا تفرق كثيرا الخلاصة،
 أنكما متشابهان؛
 لماذا صارحتك بنهاية موقعه من قلبي؟
قبل أن أذيقك بعضا من معاناتي؛
هل أحدثك أيتها المتسلقة عن النزيف الذي ينفجر داخلي،
 كلما أقبل علّى محييًا،
 أو متجهماً بعد كل لقاء بينكما،
فأجدك في عينيه ترقدين.
بصماتك على جلده مطبوعة كالوشم الذي اخترت أن تتزيني به لتجذبيه إليك، تقولين:
 هو الذي طاردك بهيامه بك؟
تعالي، أنثر على خيانتكما معا،
 تفاصيل بيني وبينه يذبحها،
 ويقدمها لك تأكيدا منه،
 إنك الأثيرة لديه هل أحدثك عن بقايا رجل يتساقط كإنسان،
 كسراب؟
انتظري هل يسعدك أن تعلمي حين يختلي بي تخونه رجولته وتفضحه بقاياك فينزوي كالطير الخائف من الصياد !
هل أحدثك عن تبريراته الفائقة الكذب حين يعود متأخرا إلى بيتي،
 أراك أيضا لا تفهمين رُقي عظمة الشرف..
 يفوق إنسانيتك شعوري بجرح الفضيلة؛
سيدتي:
علاقتكما أفرزت وحشا لا يرتدع،
هو زوجي بعدما تفرغ لك تماما خنق بيديه الود وباع العهد ألم تكوني تعلمين أنه زوج وأب لأطفال ؟
 لماذا أفسحت له الطريق؟!
 انتظري لا تطوي الرسالة،
 دعيني أحدثك عن الأسى الذي يغتال سعادتي وأمن أطفالي،
 حين يهمس باسمك وهو نائم ..
هل أحدثك عن حالة الاشمئزاز حين يقترب منى فيفوح منه عطرك ؟
رائحة أنفاسك داخله ملوثة بدم أطفاله وأطفالك ألم يخطر ببالك أنه سوف يفعل معك يوما ما فعله بي ؟
أنا زوجته صاحبة الفضل عليه،
كما حدثك عنى حتى يجرك أو تسحبينه إلى مستنقع الخيانة ؟
يحكي لك أحاديث خرافة ،
يقص عليك من نسج خياله مشاجرات لا صحة لها يبكي بين يديك ملتمسا منك الملاذ..هل تعلمين صلاحيتكما للعيش معا !!
فكلاكما عقاب للآخر..
وسوف تجدينه أو يجدك في أحضان غيره ..
 يا أيتها المتسلقة على الرحمة والمودة تسلمي جثة زوجي واتركيني أزرع داخل مستقبل أطفالي محبة أبيهم؛
حتى لا يختل ميزانهم في الحياة ،
وسارعي في غفوة ضميرك ـ أن كان لك ضمير ـ
وافرضي عليه أن يعلنك زوجة رسمية ..
 بعد أيام وصلها رد العشيقة : سيدتي الفاضلة هذا هو بياني إليك ،
 يا من شكوتني إلى نفسي،
أنا المرأة الأخرى في حياة زوجك،
بل زوجته مثلك تماما،
 لكنى غير معترف بي،
خوفا من بطشك، أو تســلط أهله أو أهلك ..
لا يهم المهم أنه يسرق أوقـاته مـعي،
 يختلــسها منك ،
أريد أن أوضح لك،
 أن أجمل ما في علاقته بي هذا الاعتداء على زمانك،
على كيانك،
على مركزك،
إحساسي بأنني المفضلة عليك والأثيرة لديه يزكِّي مشاعري؛
فتتعطر أيامه بعبق الحب !!
تتعجبين ولاشك !!
معادلة عادلة تماما يا زوجة زوجي،
أنت في النور تعيشين تملكين الشرعية التي تطلــقينها عليه مجادلات تدفعه إلى الاحتماء بي!
وأنا الدفء والهــدوء..
أصارحك أنني دخلت اللعبة معك لأنه عرض علىَّ مبلغا كبيراً للـزواج غير الموثق عند المأذون،
 ثم أغراني بك،
 نعم لا تندهشي ،
طلب منى أن أساعده في جعلك تطلبين الطلاق،
وكان يضع أشياءً من أشيائي الخاصة في ملابسه الداخــلية،
فيستشيط الغضب فيك،
فتنسين مركزك ومكانتك،
 وإذا بك أنثى مجروحة من قرين خائن للعـشرة باع أجمل سنوات عمرك معه بمطلقة لا كينونة لها؛
كما يحلو لك أن تناديني..
 أعلم سيدتي أنه لا أمان معه
ولا حنان يردعه ولا حب يمنعه،
 كان معك يعمل حسابا لأهله،
 يخافهم، يخشى ثورتهم..
أما معي فقد امتطى جواد العناد وكشف لي وجها أخاله قبيحا ولكنى لا أستطيع الآن التراجع تملَّق مشاعري وغزا قلبي رغم أنه صفر في الأخلاق !!
مازلت تتعجبين؟
كانت لي يا سيدتي المطعونة كما سميت نفسك ؛
تجربة مع زوج تزوج بأخرى سرا، لكنه اشترى سكوتي بسيارة فارهة أعطاها لي ثمناً !!
كانت الأخــرى امرأة ذات حسب ونسب .
تركته لـها تبادلنا الأدوار فقفزتُ على جثتك إلى قلب زوجك.كان يبحث عني بعد قصة حب تركُتُه وتزوجتُ الأكثر ثراء والأكبر مكانة في المجتمع . أصارحك أنني أتقيأ منه بعد كل لقاء لي معه خاصة...
 يخاصمني ضميري أحيانا؛
تجادلني أمي أحيانا أخرى تصفعـني الحــقيقة..
يسوقـني المـصير الذي أنتظره معه،
 فمن باع امرأة رائعة مثلك سهل عليه أن يبيع مرة أخــرى، حين تلوح له حتى خادمة...طوت الرسالة وجلست فى مكانها مذهولة .. أقبل زوجها دون سـلام دخل غرفته ثم خرج مسرعا وضع رسالة على المنضدة يقول: زوجتي .. توأم الروح شهيدة الآمال المهيضة:
 تسلمت رسالتك إليها فهالني قسوتك وعظم ألمك، كنتُ أظنك بعتِ عهدي، ورفضت ودي وتشاغلت بالأولاد، عشتُ بك ومعك ولك، ولكنك نسيتني تماما وأسقطتني من حسابك حين تزوجتك خلتك
قلت لي:
 إنك جارية في بلاطي .. فلماذا ارتحل الوداد بعيدا من خاطرك فأدميت فؤادي ؟ !!
يا سيدتي يا من كنتِ حبيبتي ..
يا أنين الشكوى ..
لقد تجاوزت بأمومتك حد اللامعقول،
 وتركتني في فراغ نفسي وضياع عاطفي وحيرة من أمرك.. كنت أراك قد أفرغت شحنات محبتك على خدش إصبع طفلك، وتتجاهلين حاجتي إليك لا تصغين إلىَّ إذا تناهى إليك صوت صغيرك تتركينني مهرولة إليه ولا تعودين البتة إلىّ... أقتربُ منك مغازلا، فتقتلين رغبتي،
وتحبطين مشاعري بسخرية وتعالٍ .. لماذا تحول رصيدي في قلبك إلى هذا الرقم البغيض " صفر"؟ لماذا أهملت حقوقي عليك، وسارعت برفع راية العصيان وأطلقت البخور تحسبا لمفارقات الأيام ؟ !!
آه كم أنذرتك وحدثتك عنها،
 كم لفتُ نظرك إلى ضعفي، وحاجتي إليك،
 تشاغلت عني، وضحكتِ ساخرة.. أغلقتِ دوني الأبواب..
هجرتِ ودي وعزفتِ نغمة نشاز في علاقتي بك"( الأولاد" الأولاد) حتى أصبح صوت الصغار يثير أعصابي، أكثرت من البهارات في طعامك ففقد مذاقه الشهي، أهملتِ مظهرك أمامي، صدعْتِ رأسي بشكوى متكررة: حرارة الولد، شقاوة البنت؛ اعتداء أبناء الجيران على الأولاد، صراخ وبكاء أدخل البيت عليه، عويل ونواح أخرج من البيت به.كنتُ أدهش منك، أصبح السكن والمودة، مصنعا لأحداث الشغب بينك وبين صغارك، وأنا "صفر" في قلبك، لا مكان لي في عينيك،
 متاعبي عبء على أذنك يلفظها سمعك يستثقلها قلبك ذبحني إهمالك. تجاهلك. فتور حنانك. هل بعد معاناتي وصبري تلومينني وتقسين في وصفي؟!
صدّرت بثك لخاطفة الرجال "صديقتي" بالشهيدة..
هجرتني أنتِ وكنت البادئة وتلقفتني هي بفيض الحنان، شكوتك لها جذبتني إليها، استفادت من أخطائك وتفادت أيضا تكرارها ورغم أن لديها أولاد، لم تشعرني أبدا أنهم أهم عندها منى، دائما أنا الأول، المقدم على كل رغبات الصغار، أعلم أن الوقت الذي أمضيه معها قليل،
 ولا يتح لي معرفة مزيدٍ من أسرار حياتها، ولا أستطيع كشف زيف مشاعرها أو طبيعة تعاملها مع صغارها لكنني جد سعيد بمكانتي لديها أشكوك يا شهيدة إليك أشكو لك سخريتك بي وإهمالك لي أُقبل على ولدى لأتحدث معه، أعرض عليه مساعدتي فيجفوني، وينظر إلى باستخفاف ويقول لي: انتظر ماما رأيها غير هذا؛ دائما هي الصح ؟!
 أصبحتُ في البيت بلا وطن ولا عنوان ولا حتى سكن أما عندها فأنا إنسان! تساقطت دموعها وهى تعلن إصرارها على استعادة زوجها العاشق!

نجوى حسين عبدالعزيز
عضو اتحاد كتاب مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق