Translate

السبت، 12 يناير 2013

نعي حب كلمات الاديبة سمية شكر



نعي حب
كلمات الاديبة سمية شكر


نَعيتُ حُبّكَ في زُجاجَة


زَيّنتُها بِخُصلاتِ شَعرِي

فِي مُفتَرقِ الحَياة

كلّ شَيءٍ حَولَها أصبَح باهِتاً

لا يتَحرّك

وبعدَ أن مَلأ فَراغاتِ رُوحِها

بِوُجُودِه أصبَحَ لا شَيء

وَعادَ الفَراغُ فَراغاً

وَغلّفَ الصّمتُ كلّ الأشي
الأ
شَعرُها الطّويلُ لَم تَعُد تُحِبّه

قَصّتهُ لِتتَخلّصَ مِن كلّ شَيءٍ كانَ يُحِبّه

وعِندَما تَساقَط المَطرُ وقَفَت فِي مٍحرابه

ليَغسِل دمَها مِن بَقايا ذِكراهُ المُلتَصِقة بها

وَما إن أغمَضَت عَينَاها حتّى عَرَفت

أنّهُ ما زالَ يُشرِقُ بينَ رُمُوشِها كالخُرافَة

ركَضَت إلى مَكتَبِها ومَسَكت قلمَها بجُنون
لتَكتُب ((أكرَهُك)) .....

لكنّها للأسَف تَفاجَأت أنّها بِكلّ نَشوَةٍ وغُرور

ما زالَت أنامِلُها تُمارسُ كِتابَتهُ هو

وهُو فقَط حِبرُ دَمِها الّذي يَكتُبُها

رَفعَت رأسَها بِتثَاقُل

 ومرّرت أنامِلَها على سَطحِ الوَرق

تعثّرَت بينَ الحُروفِ والكلِماتِ

لتَكتُب حِكايتَها معَ الحُزنِ والألَم

لتَكتُبَ عَنِ الخَيباتِ الّتي أُصِيبَت بها

وعن طَعمِ المَرارةِ الّتي ارتَشَفَتها

كلّ يومٍ
 وكلّ لحظة
لتَكتُب عن مرحَلةٍ
اهتَرأت فيهَا رُوحها
وتَهاوت فِيها جُدران قلبِها
لكِن ما كانَ يُشعِرُها بالعَجَب!!!

قُدرَتها الخارِقة على تَحمّل تلكَ الآاااه

الّتي استَباحَت صَدرَها

ما صَدمَها أنّ بَقايَا ذِكراهُ في حَنايا رُوحِها

مازالَت تُعطِيها القُدرة

على التّحلِيقِ في سَماءِ الحَياة

وكأنّهُ لَم يَترُك فِي قلبِها مُتّسعاً

ولَو بحَجمِ ثُقبِ الإبرَة لِغَيرِه

حتّى أصبَحَ المُسافِرُ

دوماً فِي مدَائِنِ أعمَاقِها

يُبحِرُ في شُطآنِ خَيالِها

ويجذِفُ في بُحورِ ذاكِرتها

وكأنّه كلّ عالمِها المَغرُورِ جِداً به

والمُتباهِي بعشقِه

رُغمَ ذلكَ قرّرَت أن تَحرِمَهُ

سُلطةَ الإستِيلاءِ عَليهَا

قرّرَت
أن تَدُسّ تفاصِيلَ ذِكراهُ
في زُجاجةٍ تحتَوي كلّ التّفاصِيل
مع خُصُلاتِ شَعرِها الطّويل
وترمِيها فِي البَحر
علّ البَحرَ يأخُذها
وتختَنِقُ بأعمَاقِه
وتُحرّرُها مِن حُبّ مُرّ الطّعم

قرّرَت
أن لا تَعُود فنّانة
تَنحَتُ تفاصِيلَ حٌبّه

قرّرَت
 أن تُعيد للسّماءِ نَجماتِها
الّتي أسقَطَتها يوماً لِتُزيّن بها
أطرَاف قَصائِد كتبَتها مِن أجلِه

قرّرَت
 أن تَخلَع فُستَان الكلِماتِ
الّذي رَقصَت بهِ يوماً على حَلبَةِ
الورَق...
وعَلى دَندَناتِ سِمفُونِيّاتِ عِشقِه
قرّرَت
أن تَخلعَ صَمتَها
وحِذاءَها ذُو الكَعبِ العَالِي
الّذي ارتَدَتهُ يوماً هُناك
فوقَ الغَيمَات

حيثُ التَقَيا بَعِيداً
 عَن الضّوضَاءِ
وعَن صَخَبِ الحَياة


واليَومَ أَعلَنَتها وهِي بكامِلِ قِواهَا
العَقلِيّة
والعِشقِيّة
أنّهُ لَم يَعُد هُو

مَن يُغيّرُ حُدودَ خارِطَتِها

ولَم تعُد بُوصَلةُ الخَفقِ تَتّجِهُ نَحوَه

بَل أصبَحَت تَتّجِهُ نَحوَ زُجاجةٍ غارِقةٍ

بِكُلّ تَفاصِيلِهِ مَعَ خُصُلاتِ شَعرِها

في بحرِ المَجهُول

وبَينَ الزّجاجَةِ تِلكَ
 والمَجهُول
سَتحيَا أنثَى جَدِيدة مُختلِفَة بكُلّ التّفاصِيل

فلَم تعُد هِي تلكَ
ذاتِ الشّعرِ الطّويل

سمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق