Translate

الثلاثاء، 22 يناير 2013

تاملات / سلمى داؤد حسن




تاملات 
سلمى داؤد حسن


أدركت قسوة البشرية حين وجدتها ترقص على جثث الضعفاء

وأدركت تحجر قلوب أبناءها حين وجدتهم يضحكون على تعثر من اختارت
لهم الأقدار التعثر بصخور الحياة

أدركت أن الإنسانية لم تكن يوماً ببكائنا على أنفسنا حين نحزن … ولكنها

تكتمل ببكائنا على أحزان إخواننا قبل أحزاننا … لأنهم نحن … ونحن هم …


وهكذا تأخذ الإنسانية آخر أبعادها … وما أقل وجود الإنسانية في قلوب أبناء اليوم !!

أدركت متأخراً أن الحياة لن تسمح لقلبك بالتبسم إلا بعد أن تنهك روحك

بالتملص من قيود التقاليد … والآباء والأجداد … والماضي والحاضر

 والمستقبل … قيود شخصيتك التي لا يتقبلها بنو البشر لأنها لا تناسب سعادتهم … وكأنك خلقت لتسعدهم !!!

ولكن … يمكن للحياة أن تسمح في كثير من الأحيان … لفاهك بالتبسم والضحك والقهقهة … لتعود بعد لحظات إلى أدراج ذاتك وتكتشف إنك ما كنت إلا تطعن روحك طعنة إثر طعنة لتعلن لها : أرأيتِ … كيف يمكنني أن أضحك وأنت في نشوة العذاب
 …
وهكذا الناس … يضحكون وإخوانهم يعتصرون قلوبهم ليخرجوا دماء تكفكف الجراحات فلا يجدون
 !!
وهكذا لا يتحقق معنى الإنسانية …. فلن تكون إنسانيا … بل ولن تكون آدميا إلى حين تصبح علاقتك بإخوانك كعلاقة روحك بجسدك … أو كعلاقة قلبك بفاهك … يضحكون سوية ويبكون سوية
 …
وأتساءل دوماً … هل هي الآدمية بطبيعتها الطينية جبلت منذ الأزل على حب نفسها وقدرتها على القفز فوق أشلاء الآخرين .. ؟

 أم أنها منومات القرن العشرين وطفلة الحادي والعشرين هي تلك التي جعلت محرك السيارة والطابق السابع والعشرين فوق المئة إلى جانب مركبة الفضاء والأقمار الصناعية وبعد ذلك لقمة خبز أو كأس عسل تشغلنا عن دموع طفل أو آهة عاجز أو ربما صرخة فتاة
 !!
كيف يمكن أن يعيش الإنسان _ الذي لم يقتل أخوه الإنسان على أنقاض ضلوعه _ كيف يمكن له أن يعيش سعيداً … وهو يحمل فوق ظهره آلام بشرية وأحزان عوالم وأفلاك !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق