Translate

الثلاثاء، 8 يناير 2013

كَـمْ .. و كَـمْ الاديبة سعاد دلوّ



 كَـمْ .. و كَـمْ
الاديبة سعاد دلوّ
العراق


لـو عَـرَفـتَ ...
كَـم زهـرةً ... فـي الـربـيـع تَـزهَــرُ ؟
كَـمْ نَجـمةً ... بـلـيـالـي الـصـيفِ تَـسـهَـرُ ؟
كَـمْ وَرَقـةً ... فـي الـخـريـفِ الاشـجـارِ تَـخـسَـرُ ؟
كَـمْ مُـزْنَـةً ... مـن سَـمـاءِ الـشّـتـاءِ تَـقْـطَـرُ ؟
لــ عَـرَفـتَ .....
كَـمْ دَقَّـةً بـقـلـبـي ... حـيـنَ عـلـى بالــيَ تَـخـطُــرُ ؟
و كَـمْ لـيـلـةً .. حَـلـمـتُ بـانـي آتِ الـيـكَ
عـلـى جُـنـحِ ربـابـةٍ بـيـضـــاءَ تُـسْـحِـــرُ
و كَـمْ بـكى الـحُـلــمُ .. حـيـنَ غـنَّى لـرحـيـلِـهِ الـقَـمـرُ
عـلـى الـبــالِ نـاحَ يَـمـامُ الـســنـيـــن
وطـافَ بـلـوزِ الـخـيـالِ اشـتـيـاقـي
وروحـي فَـراشٌ يَـلُــمُّ رَمــادَ الـسُّــؤال
عـلــى اي بــابٍ سَـتَـبـنـي 
عـصـافــيــر روحــي اعـشـاشـها ؟
عـلـى اي آهٍ انــام ؟
عـلـى اي جُرحٍ يَـئـنُّ الـوَتَـرُ ؟
هـا انـا اوقَـدّتُ لَـيـلــي
وَضَّـبْـتُ مَـجـامــرَ الـشّــوق
نَـثَـرتُ بـخــورَ الـقــلــب
عـلـى مـا تَـبَــقَّـى ومـا سـوفَ يـغـفـو 
مـنَ الـنَـمـنَـمــاتِ بـوجــهِ الــقــمـــرُ
سـتـأتــي ... ادرُكُ انــي اراكَ
ولـكـن .. يَـفـوتُ أوانَ الايــــاب 
لـو جـئـتَ بـعـدَ انـطـفـاء الـمَـطَــرُ
أمْــسُ كـانَ .....
يـومَ لـقـانــا وموعـدنــا الاول 
هَـلْ تَـذكُـــرُ ... ؟
كَـمْ مَـرَّةً مَـرَّ بـكَ ولم تَـشـعْـرُ ؟
مَـرَّ بـي ... وكـانَ طَـيـفُـكَ مـعـهُ
فَـسَـمـعْـتُ وجـيـبَ قـلـبـي يُـزَمْـجِــرُ
حَـظَـنْـتُـكَ جـداً 
عانَـقْـتُـكَ جـداً .. قَـبَّـلْـتُـكُ جـداً
ورَشَـفْـتُ رضـابـكَ حتى السُّـكُــرُ
وعَـرَفْـتُ انـي .....
مـا زلـتُ أُحُّــبُّــكَ .. جـداً جـداً
احـبُّـكَ حـتـى الـضَّـمأ الاخـيــر
نـعــمْ .. لا انــكُـــرُ
هـا ذراعاكَ ، تَـصـبَّـانِ فـي رَحـمِ الـلـيـالــي
لـوعَـةً وزَقـزَقَـةً بـريـحِ خَـريــفٍ
وانـا بـضَـجَّـةِ الـصَّـمـتِ انـاديــكَ
تـصْـخـبُ مُـقـلـتايَ هَـوىً وتُـثَـرثِــرُ
هَـلْ انـبـأتْـكَ الـنـجـــومُ أنّـي حَـبـيـسةَ هـمٍ 
يَـلـوكـني حُـزنٍ ، ويَـلـهـو بـيَ الـضَّـجَــرُ ؟
فـأتـيـتَ مـع نَـبـعِ الـنَّـزفِ
تـســـألـنـــي ...
أَ حـبـيـبـتي .... مـا الامــرُ ؟
فـأفـكُّ دمـوعــي مـن إسـارِهــا
والـجُّـرحُ يُـغـلْـغِــلُ فـي الـقـلـبِ
يَـنْـفُـخُ فـي حَـريـقِـهِ ويَـسْـتَـعِــرُ
ضُـمَّـني فـيـكَ ...
لـيـنـطـفىء الـجَّـليــدُ الـشَّـفـيف بـمـاءِ قـلـبـي
دَعـنـي اغـفــو مَـلـياً ...
دَعْ روحـكَ فـيَ تُـمْـطِـرُ 
لأغـســل شـوق الـلـيـالـي
لـيـفوحَ عـلـى ارجـاءها الـعـطـرُ
ويـورقُ فـي صُـبـحِها شَـجَــرُ
تـنـاثَـرَتْ اوراق صـبــري فـي دروبِ الـرّيـحِ
تَـنـشُـرُهـا وتـطـويـها 
ومَـواويـل صـبــري تَـنـدُبُ حـظّـهـا الـعَـثـرُ
تُـرى .. كَـمْ سـأبـقــى بَـعـدَكَ مـن زمـانٍ
أحـوكُ بـ نُـولـيَ الـبـاكي 
الـحـلـمُ وَهـمٌ ، لَـيـلٌ يَـلُـوبُ حـائـراً
يَـعْـلَـقُ بـهُـدبـهِ الـسُّـهـدُ والـسَّـهَــرُ ؟!
وحـدي امـتَـلـكُ الـلـيـل 
ارسمُ لَـبـلابـهُ
يَـعـصـرنــي .. يَـشـرَبُ احـزانــي ويَـسْـكَــرُ
حـبـيـبـي ... لـيـتَ تَـدري
حـيـنَ يُـطـبـقُ الـلـيـلُ اجـفـانـي 
تَـرُفُّ هُـنــاكَ اطـيـافٌ
وتَـرقُـصُ هـا هُـنـا صـورُ
أجـبـنـي يـا نَـزفـيَ الـحَــزيــن
كـيـفَ أُغَـربِــلُ هـذا الـحَـنـيـن 
وشَـمـعَـة الـغـيـاب شُـعـاع ضَـوءها يـمـوتُ
فـي لُـهـاثِ الـبـردِ والمطـرُ ؟!
ايها الـمـسـافـرُ فـي ذاكـرَتــي
ايـهـا الـمـحـفـورُ فـي خـارطـتـي 
كـيـفَ ارتـاح ...
وقـلـبـي مُثـخَـنـاً بالـشُّـوقِ والـجِّـراح ؟!
فالـقـلـبُ مُـذْ رَحَـلْـتَ 
لا وطـنَ لـه .. لا بـيـتَ لا مُـسـتَـقَـرُّ
يـا لـوعـةَ هـذا الـقـلـبُ وهـو واحـدٌ
شِـطـرهُ راحَ مـعـك 
وشِـطـرهُ الـبـاقـي انـتَ فـيـه الـعُـمـــرُ
لـو كُـنـتَ تُـفـدى فَـدَتْـكَ الـرُّوحُ
والـعـينُ مـا عَـزَّتْ عـلـيـكَ الـنَّـظَـــرُ
تُـغْـفَــرُ كـلّ الـذّنـوب لـلـقـدرِ
وذَنْـبُ رحـيـلـكَ بـلا وداعٍ
لا يُـغْـتَـفَــرُ ....

ســعـــــاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق