Translate

الخميس، 24 يناير 2013

ملحمة الثورة السورية نخبة من الشباب الثائر


ملحمة الثورة السورية
نخبة من الشباب الثائر



1

تُجَرجرُنِي السُّنونُ لكلِّ صَوْبٍ .....................وتَعبُرُني بِلا جِسْرٍ ودَربِ

وتَسلبُ يَوْمَنا مِنْ دُونِ إِذنٍ ...............وتُمعِنُ في الرّحيلِ ببعْضِ حُبِّي

وأَسأَلُها إذا ما عُدْتُ حِيناً ........................فيمضِي العَامُ لا رَفاً بِهدبِ

يَمرُّ البُؤسُ من عامٍ لعامٍ .......................ووقعُ البؤسِ ناقوسٌ بقلبيْ

2

سَأَتْلُـو سِفْــرَ أَيـَــامِي عَصّيـَّــا"............ مُهَـــابَاً لا تُزَلْزِلُنـِـــي بِحِقْــــــدِ

أُقَـــــاوِمُ في استِمَاتَةِ كُلِّ حُرٍ .............. أُدَافـِـعُ عَــنْ مَدَائِنِنـَــا بِعُنْــــــدِ

أُنَــــاصِرُ كُلَّ إِنْسَــانٍ ضَعيـــفٍ .............. و أَرمِـــي كُلَّ أَحْلَامِـي بِسَعْـدِ

و أُقْبِلُ للمَعَارِكِ لَسْتُ أَخْشَى ............. زَؤُورَا" مُقْبِـلا" سَيْفَـا" لِمَجْدِي

أَنـَــا السُورِي حَــارَبَنـي بغَـــاءٌ ............. و شَـــارَكَهُ الجُنُــونُ بِكُلِّ رِفْــدِ

دَمِــي فِي الغَّـادِيَاتِ لَهُ صَهَيلٌ ............. وَ رُوحِـي عُلِّقَـتْ فـِـي كُلِّ وِرْدِ

إِذَا نِلْــتُ الشَّهَـادَةَ ذا مُــرَادِي ............. سَأَسْمُـو بَينَكـُـمْ أَمَــلا" لِوَجْـدِ

سَأَبْلُــغُ كُلَّ أَحْلَامِــي نَشِيـدَا"............. أُطَالِعُ فِي مَـدَى الأَيَّامِ رُشْدِي

3

أحطُّ على مشارِفها رِحالي ............وبَعضُ البِشْرِ في دَمعٍ رماها

وكُلُّ الرّاحِلين إلى شَتاتٍ ...................كأنَّ اليَوْمَ من بُعْدٍ جَناها

فلا عادتْ بنا ذكرى وأهَلٌ ....................ولا عُدْنا نُفكّر في سِواها

هيَ الشّامُ التي في الكونِ سِفْرٌ ...وسِفرُ المَجْدِ بَعْضٌ مِن خُطاها

4

يُقالُ الشّامُ في التَّاريخِ كانتْ .............مِنَ الْماضيْ وكم تَسمو رُباها

مِنَ الفِينيقِ والسّريانِ قَومٌ ...................أَحبّوا الكَونَ واشْتاقوا حِماها

وكَنعانٌ يُفتّشُ في الرّوابي ........................وقافلةُ الحَريرِ هُنا دُعاها

وعيسى ابنُ البَتولِ أراهُ يَمضِي ..........على الهَضباتِ في كَلْمٍ رَعاها

وإسْلامٌ يَجيءُ به أمينٌ ..........................فَيعلو شَأنَها في دِينِ طَه

وتمضي القاسِياتُ و لا تُبالي ...............وتَبقى الشّامُ نِبراسٌ عَلاها

تجيءُ المَجدَ تُلبسُه ُرِداءً ....................ونِعْمَ المجدُ ما صَنعَتْ يَداها

5

أميرةُ قاسيونَ سَرتْ بنومٍ .... و نورُ الـــبدرِ يغمــــــرُها لطـيفا

أقمــتُ أمتّعُ الأنــظارَ فيها ..... و أرشفُ منْ مفاتِنها شَغـــوفا

فهامَ القلبُ من رجعِ المعانيْ ... و حارَ الشعرُ لم يجدِ الحروفا

و تاقَ الزهرُ للجيدِ المحلّىْ .... فنادى و الهوىْ يسريْ خفيفا :

شآمَ العزّ فانبــــعثيْ كصُبْحٍ .... و حُوزيْ عرشكِ العاليْ مُنيفا

و قرّي العينَ و ارتقبيْ الأمانيْ ... فهذا الكونُ صارَ لكِ الوصِــيفا

6

وإنْ جارَ الزّمانُ على شآمِي ..........يلوحُ الصّبرُ مَكُسورَ الغِلالِ

كذا نَأتيْ المَنونَ على ثَباتٍ .............ونَنْحتُ نَصرَنا عَبرَ الجِبالِ

ونَفديْ شَامَنا أهْلاً ومالاً.............فلا يَغْلو على الأَوطانِ غالِي

7

أََرَادَ الظُلْــمُ أَنْ يَبْنِـــي عَرِينَـــا"........... فَشَّمْرَ حِقْــدَهُ فِي كُلِّ صَـــوبِ

فَخَيَّـــطَ بَيـــنَ أَذْرُعِنَـــا حِمَــــاهُ .......... وَ غَلْغَـــلَ فِي مَدَائِنَنَــا بِرعْـــبِ

يُدِيـــرُ الوَهْــمَ يَسْتَعْطَي عـَدُوَّا".......... خـــؤونٌ بـَـــاعَ جُولانَـــا وَشَعْـبِ

أَلَـــمْ تَأْنَسْ (حَمَاةُ) بِمَـا غَضَاهَـا .........وَ (بَعْـثٌ) يَسْتُـــرُ البُغْضَ يُخَبـِّي

وَ تَـــارِيخٌ تـَــرَدَى فـِي شُــــرُودٍ .......... عَلِيـــلٌ شُؤْمُـــهُ فِي كُلِّ قَلْــبِ

طَوَاغِيــتٌ تُشَّمِــرُ عَنْ خُطـَـاهَا .......... وَ تـَــزْرَعُ بُؤْسَهَــا فِي كُلِِّ صَوبِ

وَ سُورِيـَّـــا تَخُـــورُ وَ مَنْ حَمَاهَا .......... سِوى الإِيمَــان فِي نَبضٍ وحُبِّ

هُنـَـــا الثَّــوراتُ شَمَّــرَهَا صَغِيرٌ .......... وَ تَغْلِــي فِـي مَرَاجِلِهـَــا بِحَرْبِ

8

ولاقى الأهْلُ ما لاقاهُ فَردٌ .........................فَويلٌ للمذلّةِ أيْنَ تمضيْ

فَبعضُ الجُوعِ مَوتٌ في دِياري ..................كأنَّ الفقْرَ كابوساً بأرضِي

وبعضُ القهرِ تَتبعُهُ بِقتلٍ ..........................وقبلَ القتلِ تَمثيلٌ بعرضِ

فضاقَ الكَونُ من سِجنٍ وقَيدٍ ................وشَحّ الكونُ في غلٍّ وبغضِ

وصلّى الناسُ في البَطحاءِ عُرياً ...............وأين الخيرُ لم نحظَ ببعضِ

9

تُعَــاقِبُنِي اللَّيـَالي لَسْـتُ أَدْرِي .......... أَتَقْصِــفُ نَيْــرَهَا عَمْـــدَاً بِحَقِـي

أَرَى شَامِي تَبـَــدَّتْ فِي ضِيَاهَا .......... وَ فَيْـضُ اليَاسَمِيـــنَ بكُلِّ شِـقِ

تُنِيـــرُ بأَحْـــرُفٍ بَتَــــلاتِ حُلْـــمٍ .......... كَأنَّ الأَرْضَ شَكْــــوَاهَا لِعِتْــــقِ

وَ تَــــزْأَرُ كُلّ أَنْحَـــائي تُنَــــادِي .......... طُعِنـَــا الخَـوفَ فِي مَهْدٍ بصِدقِ

10

وصَرْخَةُ شَامِنا في الأرْضِ تُدْمِي ........وبَحرُ المَوتِ لا يُطفَى لَظاهُ

وأَسْبابُ المَنايا لا تُعَدُّ .........................فكلٌّ لا يَموتُ على هواهُ

ذَبيحاً أو حَريقاً أو بِبرْدٍ ...........................وذاكَ الجوعُ مُبتلعٌ طَواهُ

تُلملِمُ أهَلها حُزناً وتَمضِي ..............ويَبقى البَعضُ لا تَدري سِماهُ

ويُعلنُ دَمْعُها العِصيانَ حيناً..................ويُبدي قَلبُها الدّاميْ رِضاهُ

و مَجزرةٌ وخُبزٌ في سماها ..............دمُ الشهداءِ كم غطّى رَحاهُ

وقافلةٌ تَسيرُ ولا دَليلٌ ......................زودرْبُ الله كم تَسمو خُطاهُ

11

أيا طـــفلَ الكرامةِ أيُّ سحرٍ .... تخبّــئُـهُ رســـومٌ فــي جدارِ ؟

حبـــتْ أرواحَنا عـــزّاً و عزماً .... كـأنّ حــروفَــها خُطّــتْ بـنـــارِ

أرتْنـــا في الثرىْ نيــلَ الثريّا ... و في سودِ الحتوفِ ســوادَ دارِ

فسرنا نَسطُــرُ التاريـــخَ تبراً ... و نحْــطُمُ خوفَــنا رغمَ الـحصارِ

و نرميْ عرشَ طغيانٍ فيهويْ ... و عرشُ البغيِ أوهىْ من غُبارِ

فقـامَ الشرّ و اجتمعتْ جموعٌ ... لوأدِ الحقّ فيْ وضَــحِ النّـــهارِ

12

وثُرنا اليومَ ثَورتَنا بعزٍّ ..............................سَبيلَ اللهِ يا نِعْمَ السّبيلُ

كأنَ الشّعبَ بُركانٌ ويَغلي ...................وكيفَ الصّمتُ إنْ زُفَّ القَتيلُ

وحَشدٌ مِنْ سَواعِدِنا سَماءً ......................وغُصنٌ في أيادِينا أَصَيلُ

إذا ما جارَتِ الدُّنيا عَلينا .......................وجِيءَ الجُبُّ واللّيلُ الطَويلُ

سَقينا الأرضَ من طِيبٍ دِمانا .................فهفهفَ في روابينا العَليلُ

13

فلا و الله ما ضعُـــفت قُـوانا ... لأن النـــصرَ مأمولٌ قـريبُ

و حسنُ الظنّ بالباريْ قويٌ .... به نمضيْ لداعينا نـجيبُ

فرَغم الجوعِ قد رُحنا بِطاناً ... و رَغم البردِ يهجُــرنا اللغوبُ

و رغم النقصِ منْ عُددٍ إذا ما ... رمى الباريْ بأيدينا نُصيبُ

14

أتَتْ أُمُّ المَعاركِ فاسْتقيموا .................بإيمانٍ وحَيّ على الجهادِ

فذا الباغِيْ يُقَتِّلُنا مساءً...................وفي الإصباح يُقلقُه حِدادي

فَيأْتينا العَزاءُ بِكُلِّ مَكْرٍ.....................يُبيحُ القَتلَ كيْ يُثني مُرادي

فَكلٌّ يَستبيحُ الدّارَ ظُلماً..................ويَغتصبُ الطفولةَ في بلادي

يُهينُ الشّيخَ يَضرِبُه بِعزمٍ .....................ويَنتزِعُ الحِجابَ بلا هَوادِ

ألا يا أيُّها الباغِي تَرجّلْ .....................ولا تَفرحْ لأنَّ الظُلمَ غادي

فإنْ عاندْتَني فانْظرْ قُبوري ...............لعَلّكَ يا شَقيُُ ترى عِنادي

15

أيا وطني بكيتُــكَ ملءَ عيني .... وهل تمحو الدّموع لظى حنيني

لثورتـِنـا الشّمـــوخُ ولي نداءٌ .... يقــولُ : أيــا جـــراحي غـــادريني

و قام القلبُ من وجَعي أنينا .... يـــذوّبُ فـــيَّ ذاكـــــرةَ السنــــينِ

فيا ذرّاتِ أرضـِـــي عانقيـني .... لَعلَّ النّصــــرَ ينبــتُ مـــن جبيـني

16

إلـــهَ الكــونِ فلتُــغثِ الحيارىْ ..... بِقاعِ البــيدِ لمْ يلقَوا معينا

غطــاؤهمُ السماءُ بلــيلِ شؤمٍ ... و فرشهُمُ الرمالُ مكــابدينا

لهُمْ فيْ الليلِ أصواتُ الضواريْ .... و أصنافُ المشقّةِ مُصِبحينا

فــــماتوا و الحياةُ لهُمْ ضــريحٌ ... و فيْ الأحياءِ عاشُوا ميّتــينا

17

وجَــــاءَ الصُبـــحُ نَــــوَّارا" يُنَـــــادِي ... شَآمُ العُــرْبِ قَدْ شَاقَــتْ لشَمْسِ

هَــدِيرٌ فِي الحَيَــاةِ عَلَــتْ خُطَـــاهُ ... مَعـَــارِكُ تَطْحَـــنٌ الظُلْـمَ بِتُــــرْسِ

نَمَـــتْ مِنْ عَـــزْمِ أَبْطَــــالِ المَنَايا ... تَبِيــعُ الـــرُوحَ لا تَخْشَـــاهُ رِمْـــسِ

تُقَـــاتِلُ بِاسْتِمَــــاتَةِ كـــلِّ حُـــــرٍّ ... وَ تَعْلَــــمُ مَــا تُريــــدُ بكُلِّ شَــأسِ

صَباحـِي فِي التَّحَـرُرِ لَيْسَ يَبْلَــى ... وَ صَوتِي فِي المَسَاءِ نِدَاءُ عُــرْسِ

دَعِينِي أَسْمَعُ الإِحْسَاسَ يَمْضِي ... وَ أَغْــرَقُ بَيـــنَ تَلْبِيَتِي وَحِسِّــي

18

ونُكْملُ ما بَدأناهُ بفخرٍ ...........................وفَخرُ المَرءِ ما صَنعَتْ يداهُ

نَسجْنا مِنْ خُيوطِ اللّيلِ نُوراً .................وكانَ الفجرُ لا نَرضى سِواهُ

وأيُّ النّاسِ قدْ يَرضى بقيدٍ .........................ورَبُّ الكَونِ حُرَّاً قدْ بَراهُ

فلا مَوتٌ بِلا أَجَلٍ مُسمّى ......................ولا عُمرٌ لمن هانَتْ خُطاهُ

=====================

هذا العمل المتواضع من نسج بعض أبناء الثورة السورية 

18-12-8-4-1) محمد طكو
(17-9-7-2) حمص يا دار الشهدا
(14-10-6-3) بائعة الكبريت
(16-13-11-5) طارق أبو مالك
(15) سارة خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق