د.مريم جبر
الاردن
وتسألونَ عن عجلون!!
عبرَ شاشاتِ الضوءِ ستتابعون
أخبارَ الثلج..
وكما يحدثُ كلّ عام..
ستحملون أطفالَكم بسياراتِ دفع رباعيّ مدفّأة، مدججين بفراءٍ وقفازاتٍ صوفيةٍ
سميكة وقبعاتٍ تغطي آذانَهم..
ستلعبون وإياهم بكرات الثلج
الهشّة.. ستصنعون رجُلَ ثلجٍ يحظى هو أيضاً برفاهيةٍ عالية، رجلاً بقبعةٍ دافئةٍ
وشالٍ صوفيٍّ ملوّن.. ستمرحون وتأخذون الصورَ التذكاريةَ التي ستملأون بها
صفحاتِكم في مواقعِ التواصل الاجتماعيّ.. ستتواصلون.. وتتبارون في اقتناصِ لحظاتِ البياضِ
الأجمل.. رغمَ ما ستواجهونَه عند عودتِكم لمنازلِكم من تراكمٍ لسياراتِكم في
الطريق.. ستحتملونَ زعيقَ السياراتِ والأصواتِ المستفزّةِ الغاضبةِ لبعضكم.. لا
بأس. وستقومُ إدارةُ السيرِ بتحويلِ الطرقِ باتجاهاتٍ تخفّفُ الأزمةَ وتحلُّ
المشكلةَ قبلَ حلولِ اللّيلِ وتشكّلِ الصقيع..
لا بأس..!!
فقطْ أرجوكم وأنتم تَسعدون
وأطفالَكم بالأبيضِ الشهيّ تذكّروا للحظاتٍ أنَّ وراءَ ركامِ الثلج ذاك ثمّة عجلون
الناسِ الطيبين.. ناس بكثيرٍ من البردِ وقليلٍ من الدفْءِ وكثيرٍ من العتمة.. ثمّة
ناس تشغلُهم لقمةَ الخبزِ وتكاليفِ الوقود، والانقطاعِ عن العالم، والحبسِ
الإجباريّ خلف جدرانٍ من صقيع.. و..و.. مما يشغلُهم عن الاستمتاعِ بهذا الزائرِ
الجميل..
نهارُكم عجلون ودفء..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق