Translate

الاثنين، 1 أبريل 2013

حرية كلمات // عبير عواد مصر



حرية

كلمات // عبير عواد

مصر


ما كان لها يوما الحق بالعشق!!
ما كان لها يوما أن تشدو بأنشودة تختلف في كلماتها وأوزانها عما حفظته منذ تحسست الحروف و نطقت بها..
ما كان لها أن تعزف وحدها لحنا خاصا بها يخرج عن ألحان تعلمتها مع من تنتمي لهم. 
ما كان لها أن تقتنص لحظات من سعادة تخرج بها روحها المرهقة من تحت وطأة الضيق الجاثم فوق صدر الزمن...

قدموا لها ما تريد بدون أن تسعى إليه... فلم تستشعر قيمته... كان همها الوحيد هو الخروج من البعد الزمني الذي انتشت بوجوده حينا.. وابتئست أحيانا وعادت لتنتشي من جديد... هذا البعد الذي غمرها لتغرق بلجة يأس ساحق... ابتلعها كثقب أسود أو كدوامة عميقة
أوشكت على الغرق بداخلها و لم تجد سوى ذاك القيد الذي قدموه لها كطوق للنجاة... لتتمسك به..
كان كوشاح من حرير يلتف حول عنقها.. تعلقت بأذياله تقبض عليها بيديها و تنشب فيه أظافرها تتشبث ببقايا خيوطه تقبض عليها كمن يقبض على وهم كاذب يخاله حقيقة و يدرك فجأة أنه سراب...
تخرج من أعماق تغرق بها حتى تكاد أن توشك على الغرق ثم تعود لتطفو من جديد...

و أتتها لحظة الخلاص لتقرر ارتكاب كل ما حرموها إياه... 
تمزق النص الذي تتلوه بكل لحظة و تكتب لنفسها نصا جديدا... 
تؤدي به دورا مختلفا عما رسموه من أجلها.. 
ترتعش أصابعها على مفاتيح آلة موسيقية لم تتأكد من ماهيتها... ولم تعرف اسمها لكنها لم تتوقف يوما من العزف عليها...
ترقص على نغمات كتبتها و راقت لها... 
تبتكر حركات تعبر بها عن كيانها هي..
لا عن كيان هي جزء منها..
طالما التزمت بسياق النص داخل سياج محدود للدور الذي قالوا لها هذا دورك فابرعي فيه و لا تسعي لأداء دور جديد... كل فرد دوره يتناسب مع طبيعته التي حددناها مسبقا..

كان قرارا جريئا بالتمرد بالالتفاف حول قيودها و بدلا من تحطيمها بصخب و ضجيج عال... و لفت الانتباه بلا طائل!! 
احتالت على قيودها حتى ذابت و تحللت... بعد وقت طويل..
أصبحت حرة من جديد و حرية اليوم ليست كأي حرية فهي حق مكتسب
سعت هي لتحقيقه و نالته بعد أن خرجت من سجنها الذي لم يكن يوما قيودا وجدرانا و أغلال...

بل كان فقط روح حبيسة داخل شرنقة جسد....

وعندما تحررت الروح
انطلق الجسد خارج كل الأسوار!!! و بعيدا عن نطاق الزمن....

هناك تعليق واحد: