Translate

الجمعة، 26 أبريل 2013

حكاية حب 2 كلمات / عبير عواد مصر


حكاية حب 2
♥كلمات / عبير عواد
مصر نعتاد أحيانا واقعنا الذي نحياه،، نأتلف معه و نتآلف.. نرضى ببدائله و نستبدل بها ما نحتاجه بالفعل!!
الأغرب أن قناعاتنا هذه تدفعنا إلى تسمية هذه البدائل بالأصول!! نحولها لأهداف نقبل بها، و نعتبرها غايات حققنها بصراعنا المستميت لنحيا وفق إرادتنا الحرة!!

و هذا ما فعله هو لسنوات طوال!! كان يعلم أن سيدته التي يحلم بها كالأسطورة لن تتواجد ولن تتحقق يوما!! هي حلم مستحيل!! أو أكثر استحالة!
و لكنه لم يكف عن الحلم 
و لم ينسى غايته أبدا!! 
بل راود كل أضغاث أحلامه عن ملامحها و تفاصيلها.. حاول التشبث بما هو متاح!! عله يستطيع تحويله إلى ما يريد...

اعتقد مرتان أو ثلاث أنه وجد من يريدها و يبغاها حبيبة و شريكة حياة..
بكل مرة كان يحدث ذلك التجاذب و ذاك الانبهار بينه و بين من يخفق قلبه لها!! هي حالة قد يتعرض لها الكثيرين عندما يدق الحب أبواب قلوبهم، لمحة من هنا وأخرى من هناك،،كلمات تنطق بذات الوقت.. إعجاب بنفس الأشياء.. ظروف مشتركة.. و حياة تم تعاطيها بنفس الطريقة... كتب مقروءة.. موسيقى.. ألوان.. اختيارات تتشابه و تلتقي بنقطة.. تجاذب بين أشياء و قرائنها.. 
كل هذا يعلن عن نفسه محاطا بهالة لامعة براقة من الحماسة الأولى للحب.
شيئا فشيئا تفتر الحماسة و تنطفئ جذوة الحب التي خبت أسرع مما اشتعلت... لا جديد في أفق علاقة تحولت إلى ممارسة اعتيادية لفعل آلي جامد بلا حياة...

لا يعني هذا أن الأمر كان تافها أو لا يستحق!! بل يعني ببساطة أن افتقادنا لفهم الآخر جيدا جعلنا لا ندرك أن التشابه لا يعني بالضرورة علاقة حب ناجحة، و لا التطابق أيضا!! فصورتنا بالمرآة تطابقنا فهل نقع بحب أنفسنا و نحيا علاقة حب ناجحة مع انعكاسنا بالمرآة؟! 
نحن ننبهر بمن يتفق معنا و يشبهنا و نعتقد أن الحب الذي ولد بيننا سيبقى..
و يدوم للأبد!! 
ثم يصدمنا التباعد و الفراق الذي يدب في أوصال الحب لنفقده شيئا فشيئا!!

حدث له هذا مرة بعد أخرى، حاول بكل مرة أن يصنع من امرأة عادية تمتلك مقومات كافية امرأة أسطورية...
((
إذا لم نجد المستحيل علينا أن نصنعه))
فشل للأسف.. ولكن فشله لم يثنيه عن عزمه بل أضاف له شيئا جديدا تعلمه.. و انتظر!!
وأثناء انتظاره المغلف بسعيه لتحقيق المستحيل!!

ظهرت هي.. 
جمعهما المكان و الأصدقاء و النقاشات و الأفكار..
كلاهما فرد بمجموعة.. 
لم يحمل أحدهما للآخر شيئا مبهرا فحسب! و لا قدم له شيئا يجذبه إليه فقط!! بل اكتملت دائرة الحلم بوجودهما معا!! تجلى السحر...و أشرق المستحيل مباحا واضحا من وراء غيوم الغموض..

كان يسترق السمع لحديثها و ينتشي باسمه الذي تنطق به كما لم ينطقه إنسان!!
ما يدعم علاقة حب و يقويها ليس إلا تكامل بين ما تمثله أنت! و ما أنا عليه.
ليس تشابه أو تطابق! بل تماهي و تمازج و اقتران..

وللحكاية بقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق