وردة شاعر
بقلم : صفاء الشلبي
سوريا
في أول الشتاء
كأول صدى لدمعات المفجوعين
يَحدثُ أن يُحَدِّقَ شاعرٌ في غيمة ٍ بيضاء
تَرسم في تَقَلُّبها أنثاه الغائبة
هناك...حيث يَتجاهل الأنقاضَ مِن حوله
بعدما أَطبقتِ الأرضُ على نفَسه و نفْسها
لا يُعيرُ بالا للعربات المسرعة خوفا من الرصاص
و لا لأكياس الخضار الذابلة بين اقدام الخائفين
لكنه ينتبه لفتاة صغيرة تَحضن دميةً فقدت إحدى
ذراعيها
يبتسم في وجهها و يقول مشيرا بسبابته:
إنَّ ذراعَ دميتها صعدت تلك السماء
و دون أن يؤرقَه العُمْرُ المنهكُ من الحرب
يحاول لوهلةٍ أنْ يُحدِّقَ بالغيوم البيض فقط
ليرسمَ فيها كوةً..أو نافذة أو معبرا سماويا
يشبهُ الثقبَ الحاصلَ في قلبه بفعل الحرب.
و دونما أن ينتبه إليه قناصُ المدينة العارية
ذاك الشَّاخص بفوهة بندقيته نحو ورد العمر
.....يَزرعُ وردةَ
قلبه في قلبِ الغيمةِ البيضاء
و يُغلِقُ كُوَّتَها مُطمئنا...ساخرا من آلهةِ
الحرب
...........................
صفاء الشلبي
صفاء الشلبي
2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق