Translate

الأحد، 1 مايو 2016

الفرق بين لفظتي اليم والبحر في القرآن الكريم





الفرق بين لفظتي اليم والبحر في القرآن الكريم
حسن المصلح

من المتعارف عليه بأن البحر واليم يؤديان نفس المعنى في اللغة , ولكن في القرآن الكريم ذُكرت لفظة البحر بمعنى المكان الواسع المليء بالماء،
وقد ذُكرت لفظة البحر في القرآن 33 مرة, ودائمًا تأتي هذه اللفظة  تذكيرًا بما أسبغه الله على عباده من النعم فنلاحظ في آيات انها أتت مع معاني جميلة مثل:
"الهداية"
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}
"الكرامة"
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ}
"النجاة"
{قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}
وغيرها من المعاني الجميلة التي ارتبطت بلفظة البحر .
*
أما لفظة اليم فتعني المكان الغريق وذُكرت 8 مرات في القرآن , ولو لاحظنا بأن لفظة اليم دائمًا تأتي مع آيات الهلاك والعذاب ففيها نبذ وقذف والقاء ونسف.
"النبذ"
{فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ}
"الانتقام"
{فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ}
وغيرها من الآيات التي ارتبطت لفظة اليم بمعنى الهلاك والنبذ
،وايضا استخدمت لفظة اليم مع قصة موسى حين كان رضيعا صغير في قوله تعالى
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي}
ذُكرت لفظة اليم في قصة موسى ليُبرز الله المعجزة بأنه سينجي موسى من هذا المكان الغريق حتى يأخذه فرعون, وأنه قادرًا على إنقاذه حتى لو أُلقي في اليم.
إذا في النهاية نرى.. بأن لفظتي البحر واليم متفقتان في المعنى العام والواسع, إنما في المعنى الخاص

نرى بأن لفظة البحر تُستخدم مع النعم أما اليم فتُستخدم مع النقم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق