Translate

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

اياد النصيري اللغة والمفردة الشعرية في قصائد الشاعرة آمال حسن القاسم---سكرة القمر


اياد النصيري

اللغة والمفردة الشعرية في قصائد الشاعرة آمال حسن القاسم---سكرة القمر

تنفرد الشاعرة العربية آمال حسن القاسم--والتي تلقب --بسكرة القمر--- بمجمل كتاباتها المنتوعة --في الشعر والنثر--والخاطرة-- بلغة رصينة مكثفة-- لماتحمله من جمالية للمفردة الجميلة التي تصوغها بجملة متكاملة صوريا وموسيقيا ولغويا--- الأديبة الواعدة آمال القاسم-- هي حاصلة على الشهادة الثانوية --والتي أهلتها للدخول في الجامعة التي كان حلمها أن تكمل مشروعها العلمي ولم تتم دراستها لظروف خاصة وقاهرة-- تفرغت للبحث والاستطلاع في المعاجم والكتب الأدبية والثقافية وتزودت باللغة واصبح لديها رصيد لغوي كبير--وهي تولد 1974--الأردن الشقيق--بالإضافة لكتابتها الشعر فهي تكتب الخاطرة بأسلوبها الجميل----قرأت للأيبة والشاعرة--آمال حسن القاسم-- الكثير من نتاجها الأدبي والشعري -- وظيفة النقد معاينة النص و بيان مواطن الإبداع فيه ، إنه رسالة صادقة تحليلية للجمال الخارجي في العمل الفني و للإستجابة الجمالية الداخلية في نفس الإنسان . من المعروف أن الفنية عالية المستوى في أدب أديب معين تكون في الغالب بشكل تموجي ، بحيث تتباين النصوص من حيث المستوى الفني في مقاطعها ، و عادة ما تجد بعض مقاطع النص يحتفظ بالفنية المطلوبة متخليا عن المستوى العالي منها ، بمعنى أخر أن المقاطع عالية الفنية في النص تكون منثورة كالدر بين باقي المقاطع ، لكن في الحقيقة مقاطع نصوص آمال حسن القاسم) كلها تحافظ على مستواها العالي الفني ، فتجد النفس تنبهر و تنشد و تستمتع بكل مقطع كتب ، و مع أن ( نصها ولوجان خفيان ) كان فرصة شعرية لأجل عمل نقدي و تطوير فكرة الشعر، فإنها تجربة ممتعة تشكر الشاعرة عليها --وإذا قرأنا الشاعرة آمال القاسم وتفحصنا أدواتها الفنية جيدا، نجد أن الشرط “المقابلة” قد تحقق في بنية المعاني وفصاحتها، بين اللغة والمفاتنة المشاعرية المبهجة في محاورها المتعددة، تلك المحققة للاستجابة التي تُيَسّر متطلبات تدوير النشوة النثرية، على أساس أن منثور المقابلة باب غير مستقل في شروطه المعلنة الذي يتبنى الاقتراب إلى لغة مثمرة التلاقي والوصول، أي بمعنى أن يتلاقح النثر التفاعلي لكي يخلق مساقات علومه اللغوية المساعدة، أنْ تتضاد معانيها في جواباتها في حال معين، وتتفق معها في أحوالٍ أخرى-- تستند الشاعرة آمال حسن ---سكرة القمر-- في نصها الشعري على الايمان الكامل في بناء الفقرة والجملة لاكتمال الصورة متمثلة في انتقاء المفردة و وتمحيصها ومن ثم تركيبها وجعلها صورة شعرية فنية متكامله لتشكل بالنسبة لها وحدة كاملة في جمع وتركيب هذه العناصر ,وبالتالي نجد الاختزال والتكثيف بالمعنى من خلال العناصر الداخلية التي تكون النص وبمعنى الاعتماد على الكلمة التي فيها موسيقا , ويعني لنا ذلك الارتباط الوثيق بين الحروف والكلمات و تثبت لنا بأن للحروفأنغام وهذه الانغام ترتبط ببعضها البعض فنسمع رنين القصيدة جميلا عبر الايقاع الداخلي والوحدة اللغوية والتفاعل داخل النص الذي يعطي للنص لمعان وبريق بالاضافة الى الدهشة والروعة ونحن نقراء الصورة بالعين واللسان والاذان .ان الايقاع والتناغم ياتي من خلال عناصر التكوين التي تحدثنا عنها سابقا الايقاع الذي هو حاصل تحصيل العلاقات الداخلية للنص والدلالة التي هي ارتباط بالصياغة اللغوية لسلسلة من الحركات كما في هذه العلاقة : أن الشاعرة تعتمد اعتمادا كبيراعلى بناء الوصف الدلالي في تركيب الصورة الشعرية و في نفس الوقت تحاول أن تعطي لهذا الوصف الدلالي حركة داخل الأشياء فهندسة البناء عندها أفقية البناء العمودي لأن الوجوه تمثل الظاهر لهذه الأشياء ولكن الشاعرة لا تبني صورتها الشعرية على الظواهر بكل تحاول تكشف ما وراء هذه الوجوه وحركتها ضمن حيز الفكر الاجتماعي والطبيعي , فهي تبني جملتها الشعرية على ذهنية شعرية المكان وتحسسها التخيلي ما وراء المكان و تشكل عندها بسبب الحنين الى المكان وما يمثله في الذاكرة عندها وجاء هذا نتيجة التصاقهابالمكان وما يمثله لها من صور في طفولتها لهذا نراه قد تحول عندها الى حسية الرؤيا الشعرية عند البحث عن المكان المتراكم داخلها , ولهذا يتحول المكان صورة تذكارية عميقة ذات البعد الدلالي العميق لأنها قادمة من اللاوعي وهذا ما يجعل الزمن دائما عندها متلاشي في تكوين الرمز الأستعاري الرؤيوي الذي يعطي رموزا لغوية واسعة البعد الدلالي في تكوين الرؤيا الشعرية لديها , وهذا يدل على أن الرؤيا عند آمال القاسم يتكون من منبهات الخارجية والتي تحرك الساكن في أعماقها التي صاغتها أديبتنا آمال في نصها هذا--وهي تحلق بنا نحو الجمال والكلمة الشفيفة--جمعت كل المعانى التي استندت عليها في تكوين مشهدية الرؤيا في نصها الجميل--ولوجان خفيان0000 تمازج ما بين الوجوه وظلالها والأخيلة التي رسمتها , لتثبت أن الوجوه الغائبة عن المعنى وظلالها من الأشباح ما هي إلا نتيجة التخيل الإنساني المركب من الذاكرة التي تكونت نتيجة المراحل التي مرت بها وهذا ما يحتم على هذه الذاكرة رسم كل هذا من خلال حجم الانفعال التصوري التي تكون من التصاق المعاناة الماضية في هذه الذاكرة وحضورها الآن في الزمن الوجودي كمرئيات بصرية محسوسة تنعكس على التذكر في الفكر الباطني والذي يعيد ترتيبها وحسب العلاقات المكانية أو الزمنية --- ونحن هنا أمام شاعرة تعرف كيف تنفلت من القافية ولكن يبقى وزن الإيقاع الداخلي للنص هو المستمر على طول النص ، و تصبح اللغة متقاربة بالإيقاع وتتناسب مع الصوت الداخلي للكلمات والدلالة الموحية و كما أننا نلاحظ الوحدة العضوية في تكوين الصورة الشعرية والتي تعمق الرمز وتكثف المعنى فيتصف مثل هذا النص بالوحدة الداخلية لانتظام صوت الإيقاع الذي أعطى للنص مستويات عالية من الاستعارة المتقاربة مع التنظيم الداخلي للنص فخلق نصا ثابت البناء متغير الإيقاع وهذا يجعل تأثيرة على المتلقي كبير.ومن خلال هذه الأسطورة الواقعية الأحداث، أعترف أنني بقدر ما تلذذت بمقاطعه، تعذبت في سبر أغواره، لذا لم أكن مغالياً حين قلت في بداية هذه الرحلة بأن سفرنا هذا يحتاج إلى كثير من الفن، وقليل من "العلم" كيما نلامس هذه الشفافية المفعمة بالعشق، بعيداً عن خطوط ومتعرجات النقد الذي يسبغ على نفسه رداء العلمية والواقعية وما إلى ذلك من الألقاب التي باتت تنذر بالجفاف الروحي والعاطفي، قد أكون قاسياً في حكمي هذا ولكني أقول - وأنا مقتنع كل الاقتناع - إن النقد يحتاج إلى جرعة كبيرة من الإبداع والجمالية إذا أراد أن يكسب قراء يتلهفون للدراسات النقدية بقدر ما يتلهفون لقراءة الإبداع شعراً وروايةً وقصة ومسرحاً، ومشاهدةً لشريط أو مسلسل هادف.وهكذا كانت الأديبة والشاعرة آمال حسن القاسم قد أبدعت في نصها هذا بجماليته من حيث اللغة والمفردة الشعرية--وأدعوكم لقراءة نصها الجميل----- ولوجان خفيان : ولوجٌ إليكَ وآخرُ فيك .…………………….. أذهبُ مَعَ بعضي لألقاني .. وبعضٌ من الغيمِ ورائي .. يرسمُنا شمساً وظلاً.. إن غنيْتَ غنيْتُ .. وإن غبتَ غبتُ.. وإن تلوّنْتَ تلوَّنْتُ .. وإن تشكَّلْتَ تشكّلْتُ .. حتى يغدوَ مضمونَك لي … شكلاً … أذهبُ إلى حيثُ روحِكَ .. فروحُكَ أشهى .. ولروحي أشفى .. وكأسي من هواكَ أملى على بعدِ شمسينِ ونخلة هنااااك الوجودُ والوجودُ داخلي .. والوجودُ …. أنتَ … أحملُكَ وأحملُني .. معي جوريتان لعينيكَ ولثغرِكَ فُلّة .. فعيناك لوزتان … تتساقطتان على خريفي وثغرُكَ سكّرٌ ممطرٌ .. على غفوتي .. على نشوتي .. على نزوتي على ليلتي .. في الليلةِ الليلى … ولوجانِ خفيانِ يا سيدي : ولوجٌ إليكَ يُشبهُ رحلة .. وأشبهُ برحلةٍ مع الغيمِ .. وأحلى وآخرُ فيكَ .. كضوء متّقِدٍ يغشى العَتمة التفكيرُ في سرِّهِ .. غيبوبةٌ أخرى مُثلى …! يا شهقةَ الضوءِ في مِحجري ، صوتُِكَ عقيمٌ آتٍ من حُنجُرتي ، لكنَّ الصورةَ نصفُ مكتمِلة ما طننتكَ وما كانَ بي ظنّي وقد بدا للأعرابِ حجمُ ثدييّ ولستُ بليلى .. وما أنا بالطفلة تلقَفُكَ الرّيحُ يا لونَ الروحِ ، في روحي بعدما العمرُ ولّى سلِ النقادَ وأوصياءَ الشعرِ حاشاكَ تجهلُ ؛ أنَّ الشعرَ معصيةٌ وأن القصائدَ زانياتٌ وقصائدي أنا لا شرعيٌّ حبرُها .. ولا شرعيٌّ هجرُها .. وهاتِه في معبدِكَ بهمِّها .. حُبلى تقتاتُ على جسدي الهرمِ وتقتاتُ من روحيَ الثكلى تمشي جراحُكَ في قرطاسي حافية ً تسري إلى حيثُ لا اسراءَ ولا وصلا كل شعائري في معراجِكَ قَدْ فشِلَتْ وظلَلْتُ أتّحدُ والفَشَلا رفقاً – يا ربُّ – بقلبٍ دنا فهوى .. فخيوطُ القلبِ بفعلِ الهوى مُنفتِلة … !! أخطُّ بماءِ الفؤادِ سلاماً .. سلاماً يذيبُ هتافَ الجروح ِ.. تتيُّماً وهياماً .. خذني أيا عراقُ ، قصيدةَ مجدٍ تماهي الزمانَ .. بأكاليلِ فخرٍ تنسابُ .. في أنهرِ السّيّاب … مقاماً انثرْ ملحَ دمي في طينتِك العطشى ورتلني آيةً في تفاصيلِ النخيل .. كخرافةٍ مزقت مني العظاما ….!! سكرة القمر وتابعونا في القراءة الثانية لقصيدتها الاكثر شفافية-- يا أيُّها المَّدَّثرُ بالحلم زملْ شفتيََّّ وقبِّلْ مِئذنةَالعشقِ --------------------------الناقد إياد النصيري-----


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق