التباس الواقع
مع السيرة :
كلمات فاطمة بنت احمد
الجزائر
تعاطفت بشدّة مع
مينا و هزّتني مأساتها ، و قد قضيت هذا الأسبوع في انتظار الفصل العشرين متوقّعة أن
يروي تفاصيل الجريمة في حق مينا ، و في الساعات القليلة قبل نزول الفصل قرّرت الخروج
إلى زيارة ضريح الولي الصالح " سيدي بومدين الغوث" ، و فعلت ذلك مع صديقتي
ثمّ و نحن هناك طلبت منها أن ترافقني إلى ضريح " لالة ستي " و الزيارة لم
تكن مبرمجة أبدا ، لا أعلم أي قدر قادني إلى الفكرة و لا أية أقدام حملتني إلى هذه
الزّيارة اليوم بالتحديد ، و ها أنا أمام الضريح أخلع نعلي احتراما للمكان و إذا بامرأة
ترتدي الحايك تخلع نعليها أيضا ، قلت في نفسي ياااه الحايك ريحته زكية و طلّته باهيـة
ألم ينقرض هذا الرّداء الجميل ، من هذه السّيدة التي مازالت تحافظ على عادة ارتدائه
، تقدّمتني السيدة في الدخول ، عطر المكان غريب يخترق الذاكرة و الزمن أدخلني في دوار
، دخلت لأقف على الضريح و إذا بالسّيدة تسدل حايكها على كتفيها و تجهش بالبكاء ، كانت
تبكي و تتكلم بغصّة كبيرة لم أفهم منها إلا جملة - احميني يا لالى ستي - حاولت الحصول
على تفاصيل وجهها إلاّ أنّها كانت هلامية بدون ملامح واضحة اتجهت نحو ركن في الزاوية
و جلست واضعة رأسها بين يديها ، اقتربت منها و لا أعلم كيف خرج من ثغري اسم "مينا"
نعم يا اختي مينا
المغبونة ، مينا المظلومة قتلوني يا اختي قتلوني بدم بارد ، آه لو تعلمي يا مينا كم
تألّمنا معك و لأجلك ، و كم عانينا لمعاناتك و كم اهتزّت حواسنا لظلمك و نحن نقرأ صوتك
.. ثمّ سمعت صوت صديقتي من الخارج " أياي طولتي " كمن يسحبني من عمق الحلم
رفعت يداي و قرأت الفاتحة على روح مينا في مكان زارته منذ أكثر من أربعين سنة و أنا
التي لا صلة لي بها إنما صلتي بصوتها الذي أقرأه بقلم الدكتور واسيني ، لأعود إلى البيت
متأثّرة بالالتباس الذي حصل بين الواقع و قراءتي لهذه السيرة ، و لم ينتهي الأمر بل
أفتح الحاسوب لأقرأ الفصل المنتظر لأجده في مقطع منه يتحدّث عن توديع مينا للأمكنة
التي زارتها مع حبيبها سينو و من ضمنها " لاله ستي " و هنا أضع يدي على رأس
و تنهمر دموعي .
آآآآآآه لما تفعله
بنا لغتك سي الواسيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق