Translate

الأربعاء، 11 يونيو 2014

التباس الواقع مع السيرة : كلمات فاطمة بنت احمد






التباس الواقع مع السيرة :

كلمات  فاطمة بنت احمد


الجزائر


تعاطفت بشدّة مع مينا و هزّتني مأساتها ، و قد قضيت هذا الأسبوع في انتظار الفصل العشرين متوقّعة أن يروي تفاصيل الجريمة في حق مينا ، و في الساعات القليلة قبل نزول الفصل قرّرت الخروج إلى زيارة ضريح الولي الصالح " سيدي بومدين الغوث" ، و فعلت ذلك مع صديقتي ثمّ و نحن هناك طلبت منها أن ترافقني إلى ضريح " لالة ستي " و الزيارة لم تكن مبرمجة أبدا ، لا أعلم أي قدر قادني إلى الفكرة و لا أية أقدام حملتني إلى هذه الزّيارة اليوم بالتحديد ، و ها أنا أمام الضريح أخلع نعلي احتراما للمكان و إذا بامرأة ترتدي الحايك تخلع نعليها أيضا ، قلت في نفسي ياااه الحايك ريحته زكية و طلّته باهيـة ألم ينقرض هذا الرّداء الجميل ، من هذه السّيدة التي مازالت تحافظ على عادة ارتدائه ، تقدّمتني السيدة في الدخول ، عطر المكان غريب يخترق الذاكرة و الزمن أدخلني في دوار ، دخلت لأقف على الضريح و إذا بالسّيدة تسدل حايكها على كتفيها و تجهش بالبكاء ، كانت تبكي و تتكلم بغصّة كبيرة لم أفهم منها إلا جملة - احميني يا لالى ستي - حاولت الحصول على تفاصيل وجهها إلاّ أنّها كانت هلامية بدون ملامح واضحة اتجهت نحو ركن في الزاوية و جلست واضعة رأسها بين يديها ، اقتربت منها و لا أعلم كيف خرج من ثغري اسم "مينا"
نعم يا اختي مينا المغبونة ، مينا المظلومة قتلوني يا اختي قتلوني بدم بارد ، آه لو تعلمي يا مينا كم تألّمنا معك و لأجلك ، و كم عانينا لمعاناتك و كم اهتزّت حواسنا لظلمك و نحن نقرأ صوتك .. ثمّ سمعت صوت صديقتي من الخارج " أياي طولتي " كمن يسحبني من عمق الحلم رفعت يداي و قرأت الفاتحة على روح مينا في مكان زارته منذ أكثر من أربعين سنة و أنا التي لا صلة لي بها إنما صلتي بصوتها الذي أقرأه بقلم الدكتور واسيني ، لأعود إلى البيت متأثّرة بالالتباس الذي حصل بين الواقع و قراءتي لهذه السيرة ، و لم ينتهي الأمر بل أفتح الحاسوب لأقرأ الفصل المنتظر لأجده في مقطع منه يتحدّث عن توديع مينا للأمكنة التي زارتها مع حبيبها سينو و من ضمنها " لاله ستي " و هنا أضع يدي على رأس و تنهمر دموعي .

آآآآآآه لما تفعله بنا لغتك سي الواسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق