Translate

الجمعة، 21 مارس 2014

سمــراء الحــزن "قصة قصيرة" هاجر بو عبيد







سمــراء الحــزن "قصة قصيرة"
هاجر بو عبيد
المغرب

سمراء الحزن؛ ذات العينين الفينيقيتين والغصن المتشنج تختبئ تحت وسادتها البيضاء والموج يلتحف سريرها البنفسجي غرفتها ذات جدران يسيل منها الأرق وبساطها كنز من العشب الأخضر إنها التاسعة ليلا بتوقيت الألم و كان ألمها طويلا تلك الليلة لا ضوء يتدفق من الحلم و لا نور يهرول إليها من الواقع تتقلب فوق شاطئ الذكريات إلى أن تغرق فيه وتختنق فيردها الهلع فوق سريرها لتسرع إلى مصباحها المتدلي من السقف. المصباح كان عنيدا تلك الليلة، 
هو أيضا أصابته العدوى من النور فكره أن يكشف جثت سيدته البائسة. كانت كلما خرجت من معركة حلم، 
هرعت إليه خائفة لتضيء جانبا من دفء العاطفة. 
كانت ليلتها مليئة بالحرب مع الوهم والسراب فوق أرض الواقع واللاواقع وكان سلاحها الوحيد مصباحها المعلق. وفجأة سقط سلاحها متناثرا على الأرض، 
خذلها كل شيء إلا الظلام واليأس، 
سقطت معه دون تردد وانكمشت ببطء شديد. 
بعد ساعات من الظلام و مع اقتراب طلوع الشمس برز ضوء باهت من نافذتها المنسية نافذتها التي كانت تراقبها طوال الليل وتنتظر امتداد بصرها إليها نافذتها التي تقمصت دور الجدار في مخيلتها الكئيبة، 
زحفت على ركبتيها إلى أن وصلتها ووقفت بعد عناء طويل، تغتسل بنور الشمس، 
فابتهجت الجدران و تبخر المصباح فوق عشبها الأخضر.
هاجر بو عبيد
المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق