Translate

الخميس، 8 ديسمبر 2016

المرأه والرجل بين جمال الروح وجمال الجسد بقلم هدى عبد الرحمن الجاسم العراق

المرأه والرجل بين جمال الروح وجمال الجسد
بقلم هدى عبد الرحمن الجاسم
العراق

احتار الفلاسفة والشعراء في تحديد معنى ثابت للجمال، هل هو جمال الروح أم جمال الوجه أو الشكل الخارجي؟ لكن الجميع يؤكدون أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح الذي لا يأتي إلا من الثقة بالنفس، فالشعور لا يكتمل إلا من خلال الرضى التام عن النفس، فالجمال الحقيقي هو توازن ينبثق من الداخل وينعكس على المظهر الخارجي، حيث نجد أن المتفائلات جداً والجميلات حقا وحدهن اللاتي يتوقعن الإطراء على المظهر، لذا فالغرور والكبرياء يلازم بعضهن. * تأثير المجتمع أما الرجل الوسيم والذي يجد نفسه دائماً محط أنظار المجتمع فإنه غالباً ما يكون فاشلاً في حياته لأسباب كثيرة نجملها كما يلي : أعتقد أن الإنسان الذكي هو الذي يجلب الحظ لنفسه، وقد نرى -على حد تعبير نساء جميلات ومحظوظات في نفس الوقت، وهناك حالات خاصة تخطئ فيها المرأة الجميلة عندما تعتمد كليا على استغلال جمالها لتنجح في حياتها دون أن تستشير عقلها في كثير من الأمور التي تكون حاسمة في حياتها، فبينما تكون هذه المرأة عادة محط أنظار وانتباه الكثير من الناس، وأي خطأ تقع فيه يلاحظه الآخرون بسرعة، وهذا ما بدا واضحا في حياة الأميرة ديانا وكان سبباً في تعاستها، وفي اعتقادي أن نفس الشيء انطبق على كلينتون رئيس الولايات المتحدة فالكثيرون يعتقدون أن وسامته كانت سبباً في تأليب العالم عليه وعلى أخطائه،و من المهم ذكره أن تأثير المجتمع قد يؤدي إلى سعادة الوسيم والجميلة أو العكس. وهناك أسر تربي أطفالها (إن كانوا وسيمين) على الاعتزاز بالنفس وعدم الاكتفاء بالشكل الخارجي للحصول على ما يريدون من مجتمعهم وذلك على النقيض من الأسر الأخرى. أن المرأة الجميلة أو الرجل الوسيم عادة لا يجد الواحد منهما حظا في الزواج، بمعنى أنهما لا يوفقان في اختيار شريك يليق على الأقل بما يتمتعان به من جمال ولا يتناسب مع نظرة الآخرين لهما، وهذا في اعتقادي يرجع لعدة أسباب منها الغرور والتكبر اللذان ينتابان التي ترى لهفة الشباب وإعجاب الناس بها، وذلك يقودها إلى رفض العديد من الخطاب وبالتالي انتظار القطار الذي ربما يفوتها أو تلحق المحطة الأخيرة منه بالزواج من أي رجل تحقيقاً للمثل (ظل راجل ولا ظل حيطة)، وفي الجانب الآخر نرى الوسيم أيضاً لا يقل كثيرا في غروره عن الجميلة بل ربما زاد في غروره لأنه حسب رأي في مقتبل عمره ولا يسمع غير كلمات الإطراء والإعجاب من الفتيات، الأمر الذي يقوده إلى تكوين علاقات متعددة غير جادة وبمررو الزمن يفقد ثقته في الفتيات الجميلات مما يقوده عادة إلى زواج تقليدي جداً. جمال الروح إنها ليست قاعدة مسلماً بها، فربما تلعب الظروف المحيطة بالمجتمع أو الصدفة دوراً كبيراً في زواج الجميلة من شخص لا يناسبها وكذلك الوسيم، وفي رأيي أن الرجل الوسيم ينظر إلى الطرف الآخر من منطلق الثقة والاعتداد بالنفس في الاختيار، ولا يكون جمالها ذو أهمية له، والعكس صحيح بالنسبة للرجل العادي الذي لا يتمتع بالوسامة ولكن يتمتع بثروة مادية تمكنه من الزواج من ست الحسن والجمال، كما يمكن أيضا للرجل الوسيم، أن يتزوج بامرأة لغرض مادي، وعلى العموم، من وجهة نظري فإن جمال المرأة يجب أن يكون متوازنا بين الروح والجسد وخير الأمور الوسط. وبالنسبة للرجل فالوسامة ليست ضرورية طالما أنه مصدر حب وأمن واستقرار وثقة للمرأة ولكن هناك من يقول من النساء لا نتوقع أن يكون للوسامة تأثير على حظنا في هذه الدنيا، فمن منا لم يمر به يوم شعر بأنه تعيس الحظ وأن الكثير مما نتمناه لم يتحقق في هذه الدنيا ولن يتحقق، فعندما نمر بذلك اليوم لا نفكر أبدا إذا كنا نمتلك وجوها جميلة أم لا. احتمال الفشل ولا يعتقد البعض أن الجميلة أو الوسيم وحدهما المتعثران في حياتهما الزوجية فحسب، وإنما احتمال الفشل وارد في كلا الحالتين الجميلة أو الوسيم والقبيحة أو القبيح، بنفس القدر ولكن إذا فشلت الجميلة فهذا يعود إلى سببين أولهما هو إما أن تكون الفتاة الجميلة مغرورة بنفسها وتتعامل بتعال مع زوجها وأهله وهذا يكون مدعاة لانهيار حياتهما الزوجية، أو يكون هذا الجمال مصدر غيرة لزميلاتها وصديقاتها من حولها مما قد يثير الحقد في نفوسهم، فيؤدي إلى تعكير صفو حياتها.
.........
هدى الجاسم

العراق